قطف المدرب الوطني القدير خالد القروني (50 عاماً)، واحدة من أهم وأغلى ثمار خبرته الميدانية العريضة وسجله التدريبي الحافل، والثقة الغالية التي حصل عليها من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل عندما قاد «الأخضر الشاب» أخيراً إلى مونديال كأس العالم للشباب 2011 في كولومبيا، بعدما تغلب على منتخب أوزبكستان بهدفين في مقابل هدف، في المواجهة الكروية الحاسمة التي أقيمت بينهما في الدور ربع النهائي من كأس آسيا في الصين. ونجح القروني في أن يكتب روشتة المونديال، ويعيد منتخب بلاده الشاب إلى منافسات كأس العالم، بعد الغياب الطويل الذي دام 8 أعوام، خسر فيها منتخب الشباب فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم (هولندا 2005 وكندا 2007 ومصر 2009)، ليرفع بذلك من أسهم المدربين الوطنيين الأكفاء الذين شرفوا منتخبات بلدانهم في المحافل الخارجية، بعدما سبقه المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد الذي حصد مع المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة كأس العالم مرتين متتاليتين. ونجح السعودي خالد القروني المولود في عام 1960 في مهمته نجاحاً باهراً، ووفق كثيراً في اختيار القائمة المثالية، ورسم التكتيك الفني المناسب الذي يلائم قدرات فريقه، وتمكن من توظيف لاعبيه في أرض الميدان بطريقة رائعة جعلت النقاد والمتابعين يشاهدون فريقاً منظماً يؤدي أدواره الدفاعية والهجومية بحرية كاملة وسط ترابط كبير بين الخطوط المختلفة ككتلة أدائية واحدة، وتكللت جهوده المتواصلة وتعبه الدائم في المعسكرات الداخلية والخارجية بالتأهل إلى المونديال. ويشتهر المدرب القروني في الوسط الرياضي بلقب المدرب الوطني (الرحال)، الذي جال على مناطق السعودية، الوسطى والغربية والشرقية والشمالية، إذ درب المنتخبات الوطنية السنية بفئاتها (ناشئين وشباب وأولمبي) كما درّب 11 نادياً محلياً، كأكثر مدرباً وطنياً يمتاز بهذه الخاصية، اذ قاد أندية الاتحاد والوحدة والنصر والقادسية والطائي والرياض والحزم والرائد والشعلة والحمادة والمزاحمية، وحقق بطولات وإنجازات عدة، أبرزها بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين مع الاتحاد عام 2003 من أمام المنافس التقليدي فريق الأهلي، وكأس السوبر السعودي - المصري لفريق الاتحاد من أمام الإسماعيلي المصري، وهاتان البطولتان الغاليتان تحققتا في ظرف شهر واحد فقط، إضافة إلى بعض الإنجازات والألقاب مع بعض الفرق الأخرى.