كان منتظراً أمس أن يدخل بطل سباقات التحمّل اللبناني نجيب نصر كتاب غينيس للأرقام القياسية، من خلال اجتيازه أكثر من 890 كيلومتراً على متن دراجة هوائية خلال 24 ساعة، محطماً رقم السلوفيني ماركو واكوبالوك. لكن رعونة القيادة التي يبديها كثر على الطرق اللبنانية، كادت تقضي على نصر، إذ صدمه باص ركاب في منطقة جسر المدفون (شمال بيروت) قرابة الخامسة والنصف من بعد ظهر أول من أمس، أي بعد نحو 7 ساعات من انطلاقه في مغامرته. وكان نصر اجتاز أكثر من 400 كلم من المسافة المقررة، ما رجّح تحطيمه الرقم العالمي الخامسة فجر أمس، أي قبل ساعات من التوقيت المقرر، على رغم الحرارة المرتفعة. وبدلاً من ذلك حطّم الاصطدام دراجته البالغ ثمنها 12 ألف دولار، وأطاح حلمه «موقتاً» بعدما أمضى يوماً في المستشفى للعلاج من جروح ورضوض و «فسخ» في الكتف. ولن يتعافى جيداً قبل فترة نقاهة لثلاثة أسابيع. وعموماً، تنظّم مثل هذه المحاولات «الجريئة» في ميادين أو حلبات خاصة، تحمي الدراج من «اعتداءات» السائقين وتعرجات الطرق والهواء المعاكس. لكن لبنان يفتقر الى منشآت مماثلة، ما حدا بنصر (45 سنة) الذي اعتاد التجول على الطرق العامة واجتياز مئات الكيلومترات ساحلاً وجبلاً، الى التحضير لإنجاز مهمته في المنطقة الواقعة بين نهر إبراهيم وشكا (13 لفة متتالية ذهاباً وإياباً بمعدل سرعة 40 كلم في الساعة)، مستعيناً بطاقم مواكبة مؤلف من ثلاث سيارات، الأولى أمامه والثانية الى جانبه والثالثة وراءه، إضافة الى دراج من قوى الأمن الداخلي تفادياً للتعرض لحوادث. وحددت وجهة السير إلى يمين الطريق. عند الرابعة بعد الظهر، أبلغ دراج قوى الأمن الموكب أن دوامه الوظيفي انتهى، وتوقف عن متابعة الطاقم. وبعد قليل حاول باص ركاب تجاوز «المجموعة» من الجهة اليمنى ولمّا لم يفلح تقدم من الجهة المقابلة ثم «كسر» على الموكب فحصل الاصطدام. و«الطريف» أن حاجزاً أمنياً ثابتاً أوقف السائق مدة قصيرة ثم أخلى سبيله، بعدما نفى مسؤوليته عما حصل وتسببه بالاصطدام! ربما لأنه لا يعلم أن القيادة أخلاق أولاً.