أعلن مصدر أمني في حي الكرادة وسط بغداد اعتقال عدد من مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء، وكشف عن أساليب جديدة يستخدمها المسلحون بنقل منصات الإطلاق الى مناطق قريبة، واتخاذهم ساحات أسفل الجسور ملاذات آمنة، فيما تستمر الهجمات على المنطقة من أحياء بعيدة. وأكد المصدر، الذي فضل عدم الإشارة الى اسمه، ل «الحياة» أن «قوات اللواء الأول أي الشرطة الوطنية تمكنت في الأيام الماضية من إلقاء القبض على عدد كبير من مطلقي الصواريخ وقذائف المورتر على المنطقة الخضراء من داخل حي الكرادة أحيلوا الى قيادة عمليات بغداد». وأشار الى تقلص عدد الهجمات «خلال الأسابيع الماضية بعدما تمكنت قوات الأمن من مسح منطقة الكرادة في شكل كامل وفق معلومات استخبارية دقيقة ما أدى الى التقليل من فرص المهاجمين بالحصول على مواطئ قدم لنصب منصات الإطلاق ومن ثم تقليل الهجمات من داخل الحي، وبنسبة عالية جداً تصل الى 70 في المئة مما كانت عليه قبل شهر». وعن الأماكن التي كان يستغلها المهاجمون لنصب قواعد الإطلاق أفاد: «الهجمات كانت تنطلق من مربعات مهمة في أطراف الكرادة في كمب سارة ومنطقة ساحة 62 وبمحاذاة حي بغداد الجديدة، وأن المسلحين كانوا استغلوا قطع أراض سكنية شاغرة ومرائب تصليح سيارات ومعدات ثقيلة، كما اتخذوا من ساحات أسفل الجسور على الطرق السريعة في مدخل معسكر الرشيد سابقاً ملاذات آمنة لإخفاء أسلحتهم ومعداتهم في مرحلة ما قبل الإطلاق». ولفت الى أن «غالبية المجموعات التي تستخدم هذا الأسلوب تأتي من أحياء بعيدة عن الكرادة». وكشف عن أساليب جديدة يستخدمها المسلحون بنقل منصات الإطلاق الى مناطق قريبة. وقال: «في الآونة الأخيرة بدأ المهاجمون يستخدمون حافلات نقل الركاب من النوع الصغير لنقل منصات الإطلاق الى أماكن قريبة من المنطقة الخضراء في أطراف الكرادة لتلافي تدقيق حواجز التفتيش على مثل هذا النوع من العجلات من جهة وأيضاً قرب هذه الأماكن على الهدف تجعله عاجزاً عن الإخلاء أو تقليل الخسائر كما يجعل منظمومة الإنذار المبكر غير نافعة». وعزا استمرار الهجمات على المنطقة الدولية الى أن «الهجمات تنطلق من أماكن بعض الأحيان مجاورة مثل الزعفرانية التي توفر للمهاجمين ظروفاً أفضل مثل وجود مساحات واسعة خارج سيطرة القوات الأمنية وبساتين نخيل غير مأهولة كما تنتشر فيها أحياء عشوائية تعد من أفضل الحاضنات الى مثل هذه الجماعات، أما المناطق الأخرى البعيدة مثل شارع فلسطين أو بغداد الجديدة، فان دقة إصابة الهدف ضعيفة ما يؤدي الى سقوط هذه المقذوفات على المناطق المجاورة للمنطقة الخضراء مثل الجادرية أو كرادة مريم وأحياء أخرى». وكانت الشرطة العراقية أعلنت الاثنين الماضي عن سقوط صاروخي كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء أصاب أحدها منزل المفتش العام لوزارة الداخلية عقيل الطريحي ما أدى الى إصابة اثنين من مرافقيه بجروح بليغة فيما سقط الصاروخ الثاني في شارع غير بعيد عن منزل الطريحي. وأشارت الى انها تمكنت من رصد مكان انطلاق الصاروخين بالقرب من مبنى ثانوية في حي النعيرية في منطقة بغداد الجديدة حيث تم ضبط صاروخين آخرين كانا جاهزين للإنطلاق صوب المنطقة الخضراء. الى ذلك، أعلنت الشرطة العراقية أمس نشوب حريق في مقر قيادة تابع للجيش العراقي داخل المنطقة الخضراء بالقرب من مقر القائد العام للقوات المسلحة. وأعلنت قيادة عمليات بغداد السيطرة على الحريق مرجحة أن يكون سببه تماس كهربائي.