تتنافس 16 دولة عربية وافريقية على "التانيت" الذهبي للدورة الثالثة والعشرين لايام قرطاج السينمائية التي تقام في العاصمة التونسية تونس بين 23 و31 تشرين الاول/اكتوبر الجاري ويعرض في اطارها اكثر من 250 فيلما من اوروبا وآسيا وافريقيا والولايات المتحدة. واعلنت المنتجة التونسية درة بوشوشة مديرة المهرجان في مؤتمر صحافي الخميس ان "47 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من ثماني دول عربية وثماني دول افريقية ستتنافس طيلة تسعة ايام للفوز بالجوائز الثلاث الرئيسية للمهرجان" الذي يتزامن تنظيمه مع اعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي العام 2010 سنة السينما واحتفالات تونس بالسنة الدولية للشباب. واضافت بوشوشة ان "الدورة الجديدة تطمح الى خلق جيل جديد من السينمائيين الشبان لاخذ المشعل (...) واعادة الحياة الى نوادي السينما التي تراجع عددها" معلنة استحداث "مسابقة جديدة خاصة بالسينمائيين الشبان" خلال هذه الدورة. وأكدت ان المهرجان "يحرص على جمالية الصورة ويقدم رؤية سينمائية فيها ذاتية وتعكس الواقع". وفي المسابقة الرسمية للافلام الروائية يعرض من تونس ثلاثة افلام طويلة هي "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار وفيه دعوة لاعادة قراءة تاريخ المقاومين، و"اخر ديسمبر" لمعز كمون الذي يقدم صورة مغايرة للمراة الريفية في تونس، و"يوميات احتضار" لعائدة بن علية. كما تشارك تونس بفيملين تسجيليين في اطار مسابقة الافلام الوثائقية هما "كان يا مكان" لهشام بن عمار، و"فراق" لفتحي السعيدي. والى جانب الافلام التونسية تشارك في المسابقة ستة افلام طويلة روائية عربية هي "رحلة الى الجزائر" للجزائري عبد الكريم بهلول، و"رسائل من البحر" للمصري داود عبد السيد، و"ميكروفون" لمواطنه احمد عبدالله، و"الجامع" للمغربي داود اولاد سيد، و"كل يوم عيد" للبنانية ديما الحر، و"مرة اخرى" لجود سعيد. ويرئس لجنة تحكيم هذه الافلام راوو باك من هايتي، وتضم الموسيقي التونسي انور براهم والممثلة المصرية الهام شاهين والممثلة السورية سلاف فواخرجي والفرنسي ديان براتيي والافغاني عتيق رحيم والسنغالي جوزف قايي راماكا. وفي مسابقة قسم الفيديو التي يرئسها الممثل المصري خالد ابو النجا تشارك تسعة بلدان عربية وافريقية بأحد عشر فيلما طويلا. وبين الافلام الطويلة المعروضة "الحرب السرية لجبهة تحرير الجزائر في فرنسا" للجزائري مالك بن اسماعيل، و"جيران" للمصرية تهاني راشد، و"تاتا الف مرة" للبناني محمد كبور، و"شيوعيين كنا" لمواطنه ماهر ابي سمرا، و"زمانا" للمغربي جلال داود، و"زهرة" للفلسطيني محمد البكري الذي حصل على جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم "عيد ميلاد ليلى". وستعرض السينما الافريقية في اطار المسابقتين افلاما من افريقيا الجنوبية و كينيا واوغندا والكاميرون ومالي والسنغال. واعلنت بوشوشة ان "منظمة المراة العربية التي ترئسها تونس منذ اذار/مارس 2009 ستمنح هذا العام جائزة لافضل عمل سينمائي يتناول قضية المراة". ويرئس لجنة تحكيمها المصري خالد عبد الجليل رئيس المركز الوطني للسينما. كما تم استحداث جائزة تحمل اسم المخرج المالي الراحل "سوتيقي كوياتي" الذي تحتفي به الدورة الجديدة تحت عنوان "سوتيقي كوياتي ابن افريقيا ومواطن العالم". وكانت الدورة الثانية والعشرين لايام قرطاج السينمائية قد منحته "التانيت الشرفي" عن مجمل اعماله. من بين المكرمين ايضا المخرج اللبناني غسان سلهب والفلسطينية هيام عباس. كما تكرم التظاهرة سينما بلدان يوغسلافيا السابقة وافريقيا الجنوبية والمكسيك. ويتضمن المهرجان نشاطات اخرى من بينها "بانوراما" و"افلام من العالم" و"10 افلام من اجل قضية" و"حصص خاصة: سينما وذاكرة". وتحتوى التظاهرة ذات البعد العربي الافريقي ايضا على ورشة مشاريع يتنافس فيها هذا العام 11 منتجا ومخرجا من ثمانية بلدان عربية وافريقية للفوز بمنح مالية هامة من مؤسسات وصناديق اجنبية لدعم الانتاج السينمائي. وفي البرنامج ايضا ندوة فكرية حول "سينماءات المغرب العربي وجمهورها" ستقف عند واقع الانتاج والتوزيع في هذه المنطقة. وستعقد على هامش المهرجان "ايام السمعي البصري" بالتعاون مع سفارة فرنسابتونس من اجل "فتح حوار ثقافي ايجابي بين بلدين بهدف ايجاد انجع السبل لتطوير القطاع السمعي البصري" كما لفتت بوشوشة التي ترئس المهرجان منذ 2008. وسيفتتح المهرجان الذي دعت رئيسته الى "ان يصبح سنويا" بعرض فيلم "الرجل الذي يصرخ" للتشادي محمد صلاح هارون الذي يتناول مخلفات الحرب الأهلية في بلده. وهو اول عرض له بعد مشاركته في مهرجان كان الفرنسي الذي منحه جائزة لجنة التحكيم في ايار/مايو الماضي. في العام 1966 أسس طاهر الشريعة "أيام قرطاج السينمائية" بعد قرابة ثلاثين عاما من ولادة اول المهرجانات السينمائية الدولية وهو مهرجان البندقية.