توقع الرئيس محمود عباس أن تقنع الولاياتالمتحدة إسرائيل بوقف البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحيث يمكن استئناف المفاوضات المباشرة، فيما دعا وزير الخارجية الفنلندي الكساندر ستاب إسرائيل الى إنهاء معاناة سكان قطاع غزة من خلال إعادة فتح كل المعابر والسماح بدخول البضائع وحركة الأفراد، معبراً عن صدمته من مشاهد الدمار واليأس والفقر التي يعيشها أهالي القطاع. وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مع رئيسة فنلندا تاريا هالونين في رام الله أمس، أن إسرائيل «ما زالت تضع العقبات» أمام محادثات السلام، مشيراً الى استئناف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، لكنه عبر عن أمله في أن يتغير هذا الوضع، قائلاً: «دعونا نركز على الأمل وليس الفشل». وكان الفلسطينيون أوقفوا المحادثات المباشرة مع إسرائيل بعد أسابيع قليلة من اطلاقها الشهر الماضي بعدما أنهت إسرائيل تجميد الاستيطان الذي استمر نحو عشرة أشهر. وما زال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يرأس حكومة تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين، يقاوم ضغوطاً من الولاياتالمتحدة لتمديد التجميد، ودعا الفلسطينيين قبل أيام الى الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية قبل أي تمديد لتجميد الاستيطان. وجدد عباس أمس رفض الفلسطينيين لهذه الفكرة التي تعتبر تنازلاً كبيراً في قضية من القضايا الجوهرية في الصراع الدائر منذ ستين عاماً في الشرق الأوسط، ورحب في الوقت نفسه بالقرار الذي اتخذه القادة العرب السبت الماضي بمنح الولاياتالمتحدة مهلة شهر لإقناع إسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف: «إذا حصل هذا فنحن لا مانع لدينا، بل مستعدون فوراً لنبدأ المفاوضات المباشرة، على أن نبدأ بقضيتي الحدود والأمن لإنهائهما هذا ما نتوقعه ونأمل في حصوله». في غضون ذلك، قام وزير الخارجية الفنلندي بزيارة سريعة لقطاع غزة استمرت ساعات، دعا فيها الى إنهاء معاناة سكان قطاع غزة من خلال إعادة فتح كل المعابر والسماح بدخول البضائع وحركة الأفراد، معبراً عن صدمته من مشاهد الدمار واليأس والفقر التي يعيشها أهالي القطاع. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) بحضور مدير عمليات «أونروا» في القطاع جون غينغ: «من أجل فهم ما يحدث في غزة، يجب زيارة القطاع والخروج بانطباع حقيقي عما يحدث». ودعا «كل الوزراء لزيارة غزة كي يروا بأعينهم ما يجري فيها، وسيصدمون فوراً حينما يدخلوها ويروا الدمار والركام». ولفت الى أنه وجد في غزة «مواطنين عاديين يتطلعون إلى الحرية والسلام». وأضاف: «إنه لشرف عظيم أن أكون في غزة لأطلع على الحقائق والأوضاع الإنسانية التي يعيشها الناس هنا»، مشدداً على أن «هدف الزيارة هو تكوين فكرة واضحة وجلية عما يحدث في القطاع ونقلها الى دول الاتحاد الأوروبي». وزاد: «هنا في غزة يعيش الناس تجربة نجاح ومرارة، نظرة يأس وأمل. ولا يمكن فهم غزة إلا عندما تأتي إليها لأن الناس هنا تحاول العيش، ببساطة تبحث عن المستقبل على رغم وجود بعض المتطرفين». واعتبر ستاب الذي وصل الى القطاع عبر معبر بيت حانون «ايرز» أن «هناك فرصة ذهبية تقودها الإدارة الأميركية لتحقيق السلام، ويجب ألا تتلاشى». ودعا الى فتح قناة سرية للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، معتبراً أن «المفاوضات يجب أن تكون بصورة سرية، وليس بصورة علنية». وأكد أهمية «التوصل إلى حل عادل وشامل في المنطقة يقوم على دولتين على حدود عام 1967، والأمن الإسرائيلي، وحل مشاكل المياه واللاجئين الفلسطينيين». ورأى أن «الحرية تعني إنهاء الحصار وإنهاء العنف ووقف إطلاق الصواريخ، وإطلاق (الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة) غلعاد شاليت». والتقى ستاب خلال زيارته لمعبر المنطار التجاري (كارني) شرق غزة عدداً من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين قدموا له شرحاً عن الدمار الذي حل بكثير من المصانع والمنشآت التجارية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع قبل نحو عامين. كما التقى وفداً يمثل منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان الذي أطلعه على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل الحرب وأثناءها وحتى اليوم. كما زار «مؤسسة أطفالنا» للصم، وجال في بعض المناطق المدمرة، وتفقد مدرسة تابعة ل «أونروا» في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. ونوّه ب «العمل الكبير الذي تقوم به أونروا وغينغ»، معرباً عن استعداد بلاده «مواصلة دعم أونروا مستقبلاً».