استنفر ظهور جماعة مسلحة جديدة تطلق على نفسها اسم «كتائب علي بن موسى الرضا» في مدينة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد)، الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية ودفعها إلى تمديد حظر التجول ليستمر من العاشرة ليلاً حتى الخامسة صباحاً، بعد تحذير التنظيم الجديد من... منع الباعة المتجولين. ويشهد وسط الديوانية انتشاراً كثيفاً لقوات الجيش والشرطة والحرس الوطني، بعدما وزع مجهولون منشورات باسم «كتائب علي بن موسى الرضا» (وهو الإمام الثامن من أئمة الشيعة) تحذر السلطات المحلية من استمرار قرار اتخذته بمنع الباعة المتجولين وأصحاب الأكشاك من البيع في سوق قريب من وسط المدينة «لتقليل الازدحامات ولضرورات أمنية». ويؤكد مدير «مكتب مجالس الإسناد العشائري» في الديوانية الشيخ حماد البديري أن «ظهور هذه الجماعة المسلحة الجديدة على الساحة يدل على أن هناك تنظيمات وحركات سرية نائمة تنشط ولها وجود في المدينة». وقال ل «الحياة»: «ما أن استقر الأمن وشعر الناس بالأمان ونشطت الحركة التجارية، حتى بادرت الحكومة المحلية إلى إجراء خطأ هو ملاحقة الباعة الجوالين في الأسواق والشوارع». واعتبر أنه «كان ممكناً إيجاد حلول لهذه الطبقة الواسعة والفقيرة، لأن بقاءهم متجاوزين على الأرصفة العامة وهم منشغلون بعملهم أفضل من انضمامهم إلى المجموعات المسلحة». وأشار إلى أنه «بعد مواجهة هؤلاء ومنعهم من مزاولة عملهم حصلت صدامات في المدينة وتم التعرض لمقار الأحزاب ومنازل المسؤولين، ما يدل على أنهم يصبون غضبهم على السياسيين». وكان صاروخ من طراز «كاتيوشا» سقط ليل أول من أمس على حي العروبة السكني الذي يضم عدداً من مقار الأحزاب والهيئات الرسمية، كمكتب مجلس النواب في القادسية ومقر «الحزب الشيوعي» ومقر «حزب الدعوة - تنظيم الداخل»، إضافة إلى ممثلية زعيم «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم في الديوانية. وتسبب هذا الصاروخ بأضرار مادية. وشهد فجر اليوم نفسه استهداف منازل أربعة من ضباط الشرطة ومفوضيها في محافظة القادسية بأربع قنابل يدوية، ما أدى إلى جرح نجل أحد الضباط. ولم تشهد المدينة تصعيداً أمنياً في هذا المستوى منذ أكثر من عامين. وأكد مدير الإعلام في قيادة شرطة كربلاء النقيب عادل الجبوري أن «الأجهزة الأمنية وقوات الجيش فرضت حظراً للتجوال في مدينة الديوانية لتطبيق خطة أمنية واسعة». وقال ل «الحياة» إن «معلومات تفيد بدخول مسلحين مطلوبين إلى المدينة خلال الساعات الماضية، وقد يعكرون الأجواء الأمنية». ولفت إلى أنه «سيتم تنفيذ خطة أمنية وعسكرية سريعة في المدينة ومتابعة الواقع الأمني فيها بدقة»، موضحاً أن «التحقيقات الجنائية والاستخبارات تقومان بالتحقيق ومتابعة خطوط تحركات المسلحين، وربما سيُعلن اعتقال منفذي هذه العمليات ورفع حظر التجوال الموقت خلال يومين أو ثلاثة». ويسود بين الأهالي خوف وتوقعات بتصعيد المسلحين اعتداءاتهم، لكن رئيس لجنتي المساءلة والعدالة والقوى الأمنية المساندة في مجلس محافظة الديوانية داخل الكناني أكد في تصريحات أن «الوضع الأمني تحت السيطرة وليس هناك أي داع للمخاوف».