سُمع دوي إطلاق نار وأعيرة نارية في أحياء بعاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية كينشاسا، خصوصاً في الشمال، فجر أمس، إثر انتهاء ولاية الرئيس جوزف كابيلا الذي يرفض التخلي عن السلطة، وإعلان التلفزيون الرسمي عند منتصف الليل «تشكيل حكومة جديدة تضم بعض المعارضين»، لكن من دون إعلان أسماء أعضائها أو دورها. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من الشبان والطلاب الذين تجمعوا في شوارع العاصمة كينشاسا للمطالبة بتنحي كابيلا، فيما تحدث شهود عن حرق المحتجين إطارات عربات في الشارع، وإطلاق آخرين في أحياء كالامو وماتيتي ولينجوالا وجامعة كينشاسا صفارات، في إشارة إلى أنه حان وقت رحيل كابيلا. وقال الطالب جو دوبليير (20 سنة): «مرّ 16 سنة، ولم يتغير شيء»، في إشارة الى الفترة التي قضاها كابيلا في السلطة منذ اغتيال والده في 2001. وذكرت جماعات للدفاع عن حقوق الإنسان أن عشرات المحتجين اعتقلوا خلال الساعات ال24 الأخيرة غالبيتهم في مدينة جوما (شرق)، علماً أن السلطات حجبت وسائل التواصل الاجتماعي وحظرت الاحتجاجات في كينشاسا. وتثير هذه الإجراءات مخاوف من اندلاع مزيد من العنف في بلد عانى من حرب واضطرابات في شكل شبه متواصل خلال عقدين منذ سقوط نظام موبوتو سيسي سيكو، ويشهد أزمة سياسية عميقة منذ إعادة انتخاب كابيلا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، في اقتراع شهد عمليات تزوير واسعة. ولم يجرَ أي اقتراع مباشر منذ ذلك الحين، كما لم تنظم الانتخابات الرئاسية التي كان يفترض أن تجرى هذه السنة، فيما أعلن الأساقفة الكاثوليك في المؤتمر الوطني الأسقفي للكونغو ليل السبت تعليق مفاوضات لمحاولة التوصل الى اتفاق يمهد لانتقال سياسي حتى انتخاب رئيس جديد. وتجرى مفاوضات الفرصة الأخيرة حول نقاط الخلاف بين طرفين، الأول هو الغالبية وجزء من المعارضة اثر تفاهمهما على تقاسم السلطة في تشرين الأول (اكتوبر)، والثاني تحالف يلتف حول المعارض التاريخي اتيان تشيسيكيدي، ويطالب بإجراء انتخابات رئاسية عام 2017، ويريد الحصول على ضمانات بألا يسعى كابيلا الى الترشح لولاية رئاسية جديدة. وقال تشيسيكيدي في تسجيل فيديو بُث على «يوتيوب»: «أناشد الشعب بعدم الاعتراف بالسلطة غير القانونية وغير الشرعية لكابيلا، ومقاومة انقلابه سلمياً».