إذا كانت حيرة المغنية شذا حسون في اختيار الأغاني المناسبة، سوف تستمرّ، فتلك مشكلة حقيقية لها. لا تزال هناك فوارق ثابتة ولا مفرّ منها مطلقاً حتى الآن بين صوت شذا، ومساحاته الأدائية المتميزة من جهة، والأغاني التي تؤديها من جهة ثانية. والفوارق، بدلاً من أن تختفي أو تضيق فإنها تتسع، من أغنية الى أخرى. هناك مشكلة يجب التكرار أنها حقيقية، وتستدعي من شذا تنبهاً أكبر الى ما يجرى في حياتها الفنية. ذلك أن النجاح بالاسم والصوت وعبر البرنامج التلفزيوني «ستار أكاديمي» لا يدوم إذا لم يقترن بأغانٍ خاصة تعكس أو تكشف قدرات الصوت، وخصوصيته، تلك الخصوصية لا تعبر عن ذاتها إلاّ بالأغنية الخاصة... أغنية «الساعة» حالياً، وقبلها أغنية « شوفي بينك وبينا» وقبلهما أغنية لحّنها لها الفنان ملحم بركات، وغيرها... كلها أغانٍٍ لا تصل إلى المدى الجماهيري الواسع، بل تتحرك ضمن نطاق محدود قياساً بإمكانات صوت شذا... صوتها الملوّن بالطاقة التعبيرية اللافتة... والسؤال عن الأسباب يتعلق بشذا نفسها، وبالملحنين الذين يتعاونون وإياها، وبمن يختار الأغاني معها. ولو أن الأمر اقتصر على أغنية واحدة مثلاً، لكانت مرت المسألة مروراً عابراً... أما وأن الأغاني في أغلبها من هذا النوع الذي لا يترك أثراً جيداً، ولا ينتشر على صعيد الجمهور انتشار أغاني النجوم المعروفين، فإن المسألة مدعاة مراجعة دقيقة. حتى أن الأغنية الأولى التي سجلتها وصوّرتها شذا حسون بعد تخرجها من البرنامج وهي «روح» ، كانت مقدمة جيدة لها للتواصل مع الحياة الفنية، إلاّ أنها بعد ذلك تحولت وبالاً عليها بعد النقد اللاذع الذي وجّه إليها على خلفية الملابس التي ارتدتها في كليب الأغنية. وعلى رغم أن شذا دافعت في البداية عن الكليب والأغنية ، لكنها، بعد ذلك اقتنعت بأن ملابس الكليب ذهبت بها إلى غير ما كانت تأمل. وفي أعقاب ذلك بدا أن شذا راحت تختار ملابسها جريئة، إنما ضمن حدود، خشية أن تتكرّر ردود الفعل على الكليب الأول.. صحيح أن شذا تسعى منذ انطلاقتها في سبيل اختيار أغانٍ جيدة يمكن أن تروج أو يردّدها الناس بعفوية، إلاّ أن الصحيح أيضاً هو عدم التوفيق في ذلك. وأغنية الفنان ملحم بركات لها ، خير مثال على أنها كانت مستعدة لتحمّل كل شيء من أجل أغنية ناجحة، لا سيما بعد رواية «العذاب النفسي» الذي تحملته خلال تسجيل الأغنية من مواقف بركات غير المشجعة، كما قيل، ومع ذلك لم «تعلّم» الأغنية في الذاكرة الشعبية الراهنة مع أنها أرفقت بكليب جيد. فالسعي الذي لا يكلّ منها تقابله برودة النتائج.. حالياً، تغير شذا حسون في طريقة إنتاج أغانيها. كانت في السنوات السابقة تعتمد «الألبوم» الكامل، والأغاني المتعددة ، لكنها شأنها شأن أغلب زملائها وزميلاتها، أقلعت عن هذا الطريق، وراحت في اتجاه إنتاج الأغنية الإفرادية «السنغل»، رغبة في أن تنال كلّ أغنية حقها من الدعم والانتشار.. والحظ، توفيراً على نفسها من حيث الكلفة المادية التي كانت تتولاها شركة كبيرة، فباتت تتولاها هي شخصياً، أو تقوم بدعمها جهات إعلامية أو حتى إنتاجية مؤمنة بموهبتها. أغنية –أغنية تسير شذا حسون. و «كليب» .. «كليب» يراها الجمهور. هي خطوات بطيئة لصوت جميل جداً، ومعبر، ونظيف في أوتاره، لكنه يحتاج من يساعد صاحبته في الاختيار.