غفت محافظة القطيف مساء أول من أمس، على فاجعة جديدة، ضمن مسلسل الاعتداءات المتكرر على الأسرة، والأقارب، ولكنه طال هذه المرة الجيران، إذ قام شاب في العقد الرابع، في التاسعة من مساء يوم الأربعاء، بالاعتداء على والده، وشقيقه وشقيقته بسكين، مخلفاً إصابات بينهم وصفت ب «البسيطة». ولم يكتف بذلك، إذ أدار محرك سيارته متوجهاً إلى منزل أحد جيرانه السابقين (في العقد السادس)، وما أن خرج، حتى قضى عليه دهساً بالسيارة، لثلاث مرات، قبل ان يتم القبض عليه في وقت لاحق. وقال محمد القديحي، وهو زوج ابنة المتوفى عبدالله التاروتي، ل«الحياة»: «إن قاتل والد زوجتي مختل ومريض نفسي، وعرف عنه سلوكه غير السوي، وعنفه مع أقاربه وجيرانه»، مضيفاً «كانت أسرة زوجتي تسكن بالقرب منهم في منطقة الدخل المحدود، إلا أنهم انتقلوا إلى حي تركيا قبل عام ونصف العام من الآن. وكان دائماً ما يمارس أسلوب التهديد معهم، وتحديداً مع والد زوجتي، إذ انه كثيراً ما كان يحضر إلى منزل أقاربي طلباً للمال، وحين كان عمي يرفض، يبادر إلى إطلاق سيل من التهديدات، ولا يكتفي بذلك. ولكنه نفذ تهديده هذه المرة، وقام بقتله دهساً بالسيارة، بعد أن حضر مساء الأربعاء إلى المنزل، وحال خروج والد زوجتي، قام بدهسه بالسيارة ثلاث مرات». ولم يحدد القديحي الأسباب الدقيقة التي دفعت المتهم إلى الاعتداء على أسرته وجارهم. فيما أفاد شهود عيان، ان الجاني «قام بدهس المجني عليه حال خروجه من المنزل، ولثلاث مرات متتالية مر بسيارته على جسده، ما يدل على نيته المسبقة في قتل جارهم». فيما تضاربت الأقوال في الليلة ذاتها، إذ تردد أنه قتل أسرته، وذكر آخرون ان سارقاً قتل صاحب المنزل بعد اكتشافه إياه، ثم لاذ بالفرار. فيما تعالت أصوات سيارات الإسعاف في كل من حي تركيا والدخل المحدود، المتقابلين في طريق أحد المؤدي من مدينة القطيف إلى جزيرة تاروت. بدوره، قال الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني في تصريح إلى «الحياة»: «قام شاب (34 عاماً)، مريض نفسياً ومدمن على المخدرات، بالاعتداء على والده، وشقيقه وشقيقته، مستخدماً سكيناً، إلا أن إصاباتهم كانت بسيطة، ومن ثم توجه إلى أحد أقاربهم (60 عاماً)، ودهسه بالسيارة»، مضيفاً «تم إلقاء القبض عليه، وهو موقوف على ذمة التحقيق». يشار أن القتيل عبدالله التاروتي (أبو علاء) متقاعد، ولديه أربعة أبناء، وهو عضو في مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية. وقد عُرف عنه طيبته وبساطته في التعامل مع من حوله، وحبه لعمل الخير.