كشف الحوار المُسجّل بين ربّان السفينة الكورية الجنوبية، التي غرقت الأربعاء الماضي، قبالة سواحل البلاد، وبين برج المراقبة، اليوم الأحد، أنه تأخّر 40 دقيقة قبل إعطاء الأوامر بالبدء في إجلاء الركاب. وطلب ربّان السفينة المنكوبة، لي جون سيوك، (69 عاماً)، المساعدة لاسلكياً من خدمات الطوارىء، الساعة 08:55 يوم الأربعاء، بالتوقيت المحلي (23:55 بتوقيت غرينتش الثلثاء)، عندما بدأت السفينة في الانحناء على أحد جانبيها أثناء الإبحار، وفقاً للحوار المُسجّل الذي دار بين الربّان والطوارىء، وكشفت عنه سلطات البلاد، اليوم. ومنذ هذا التوقيت، اتصل الربّان 11 مرة ببرج المراقبة، لكن من دون ردّ حتى الساعة 09:30 ت م (00:30 ت ج)، حينما أصبحت السفينة أكثر ميلاً، وعندها أصدر الأمر بإخلاء الركاب. وأمر الربّان الركاب بالبقاء في مقاعدهم، خلال النصف ساعة الأولى بعد الحادثة، ما عرقل عملية الإخلاء، وإنقاذ المزيد من الأرواح، وفقاً لآراء الخبراء. واعترف الربّان أمس بذلك، بعد اعتقاله هو واثنين من طاقم السفينة، بتهمة مغادرتها دون تأمين خروج جميع الركاب. فيما منعت السلطات الكورية الجنوبية بين 30 و 40 شخصاً متعلقاً بالحادثة، بمن فيهم الربّان وأفراد طاقم السفينة الناجين، من السفر خارج البلاد، حتى انتهاء التحقيقات في ملابسات غرق السفينة، التي كان على متنها أكثر من 470 شخصاً، وفقا لما أفادته قناة «YTN»، نقلاً عن الشرطة. ومن جهة أخرى، فتحت النيابة تحقيقاً ضد مالك السفينة، والشركة المسؤولة عن صيانتها، التي أعلنت أخيراً عن وجود أعطال في بعض قواربها. ويُعتقد بأن السفينة انحرفت بقوة بدلاً من تغيير اتجاهها تدريجياً ما تسبّب في ميلها وغرقها في البحر، علماً بأن الربان كان بعيداً عن دفة القيادة وقت حدوث ذلك، إذ كان في غرفته لأسباب شخصية، بحسب ما ذكرت السلطات المحلية. يُذكر أنه مع تحسّن الأحوال الجوية، اليوم، استطاع الغواصون انتشال 19 جثة من داخل السفينة، ليرتفع عدد الضحايا إلى 58 شخصاً، فيما لا يزال 244 آخرين في عداد المفقودين، ويُتوقّع أن يزداد عدد الجثث في الساعات المُقبلة، مع استمرار أعمال البحث. وعلاوة على ذلك، لقي أحد عمال الإنقاذ حتفهم، بعد أن دخل في غيبوبة إثر تلقيه ضربة على رأسه، أثناء أعمال البحث والإنقاذ.