لماذا تفكر في العمل خارج السعودية، فأرضك أولى بك؟ ولماذا هذه النغمة المتصاعدة في التغني بجماليات الوضع العام في دبيوكندا وأميركا ولندن وجنيف؟ ولماذا هذا الانبهار الكبير بسنغافورة وماليزيا، لقد أزعجتمونا وأصممتم أذاننا، وكأنه تقريع يومي ليل نهار؟ عزيزي المواطن - ألم ينل ابنك التعليم في مدارس غير مستأجرة، ويجلس على أرقى أنواع الكراسي، ويكتب على أفضل الطاولات؟ - ألم يدرس ابنك في مدرسة ذات «سبورة» الكترونية؟ - ألم يقم بتدريس ابنك مدرسون مؤهلون تأهيلاً علمياً ونفسياً ومدربون تدربياً عالياً على التعامل مع الطلاب، لدرجة أن أجدادك من شدة الانبهار اختلقوا القول المأثور: «خذوه لحماً وردوه عظماً»؟ - ألم يتعامل معك موظفو الجهات الحكومية التعامل الراقي والمميز حتى أن معاملتك كانت تتم الكترونياً، وبشكل عاجل «قبل أن يرتد إليك طرفك» من دون الحاجة إلى أن تتوسط بجاه «فلان أو علان»، أو أن تبحث عن الطرق «الملتوية» لأن النظام واضح وصريح، ولأن الموظفين يطبّقونه ب«حذافيره»، ويخافون أن يكون مصيرهم مصير أولئك الذين حُوكموا في قضايا «الفساد العام»؟ - ألم تستصدر بطاقة الأحوال الشخصية من إدارة الأحوال المدنية في وقت لا يتجاوز ال«عشر» دقائق؟ - هل نسيت يوم استصدار جواز سفرك؟ هل نسيت كيف كانت الإجراءات تتم بكل يسر وسهولة، وأنك قلت لزملائك يومها إنك استمتعت بالحصول على الجواز، لدرجة أنك تمنيت أن تستصدر جواز سفر كل يوم؟ - ألا تحمل جواز سفر مميزاً يخولك الحصول على تأشيرات الدخول لكل بلدان العالم بكل يُسر وسهولة؟ - حتى عندما تمرض، فأنت تتلقى أفضل الرعاية الصحية من أخمص قدميك إلى أعلى رأسك، لدرجة أن المستشفيات الحكومية أوشكت على أن تقوم بحملات إعلانية لضمان أن يجد الأطباء عملاً يقومون به. - ألم تحصل السعودية على شهادة الآيزو في جودة الجراحات، حتى أن الأخطاء الطبية أوشكت على أن تكون «صفراً مكعباً»؟ - قل لي بالله عليك في أي مكان في العالم، من الممكن أن تجد مطاعم في نظافة مطاعمنا، وعليها رقابة عالية مثل التي لدينا، لدرجة أن العامل الذي يقوم بعمل «ساندويتش الفلافل» يعقم يديه بين كل «ساندويتش» والآخر خوفاً من العقاب؟ - حاول التذكر معي... هل يوجد في سنغافورة أو ماليزيا أو كندا قضايا «مساهمات عقارية» مثل التي لديك على أرضك «الطاهرة»؟ ألا تستطيع أن تستنتج من هذه «المساهمات» أن المواطن يعيش في رغد العيش، لدرجة أنه يبعثر «أمواله» على المساهمات العقارية... واحدة تلو الأخرى. - أين ستجد في كل العالم شركات اتصالات مثل شركاتنا «الحبيبة» التي لو شكّت في مكالمة واحدة فقط لتم إلغاء كل الفاتورة؟ - ألا تذكر يوم أن انقطعت «الكهرباء» مدة عشر دقائق، كيف قام المسؤول الأول في شركة الكهرباء بزيارة كل بيت للاعتذار لهم شخصياً عن هذا الخطأ غير المقصود؟ - بالله عليك قل لي: لو رحلت إلى خارج السعودية... أين ستجد كاتباً نزيهاً مثلي؟ [email protected]