سطعت الكرة السعودية مجدداً في سماء العالمية، ونثرت شلالات الفرح في الشوارع والميادين وبين الجماهير الرياضية كافة، وأضاءت شموع الإنجازات التاريخية لتحكي قصة جديدة من كتاب «الألقاب الوطنية» التي سطّرها جيل رائع من المواهب الكروية اللامعة والأسماء الشابة البارعة، والتي أعادت هيبة «الأخضر الشاب» المفقودة ومستوياته المعهودة، لترسم خريطة الطريق إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي ستقام في كولومبيا 2011 المقبل وسط قيادة فنية سعودية 100 في المئة، هندّست لأروع وأجمل ملحمة كروية بطولية في أرض الصين، بعد الأداء العالي والانتصار الغالي الذي حققه الأبطال الشبان أول من أمس على منتخب أوزبكستان بهدفين في مقابل هدف في الدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا ليخطف «شبان الأخضر» ورقة التأهل إلى المونديال العالمي، مقروناً بورقة التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة الآسيوية الحالية. وأبدعت الجواهر السعودية الخضراء على أرض الصين، وقدمت درساً مجانياً لبقية المنتخبات الأخرى في قوة الحماسة والعزيمة والإصرار، وطريقة التعامل مع أجواء النزالات الكروية الحاسمة بروح معنوية عالية، وعدم اليأس حتى آخر دقيقة من عمر اللقاء، إذ لم تتأثر معنوياتهم بهدف «الغفلة» الباكر، ولم تفتر عزائمهم من صدمة الأوزبكيين المفاجئة، ليُنظموا صفوفهم ويُرتبوا أوراقهم بقيادة المدرب الوطني خالد القروني الذي أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن المدرب السعودي في الفئات السنية هو الأفضل والأنسب من بقية المدربين الأجانب، وتتألق كوكبة الإبداع ومنظومة الإمتاع وتدرك التعادل قبل النهاية بسبع دقائق، وتتواصل الملحمة البطولية في الأشواط الإضافية التي شهدت إحراز الهدف الثاني الذي كان كافياً لحسم الأمور نهائياً وكتابة اسم السعودية في مصاف المنتخبات العالمية التي ستشارك في «مونديال كولومبيا للشباب». وسيُدوِّن التاريخ الرياضي السعودي أسماء الأبطال الذين شرفوا بلادهم في المحفل الآسيوي بمداد من ذهب، ولن تنسى الكرة السعودية أسماء عبدالله السديري ومعتز هوساوي وعلي الزبيدي وعبدالله الحافظ وياسر الشهراني وإبراهيم الإبراهيم ومعن الخضري وعبدالله عطيف وهتان باهبري ويحيى دغريري وياسر الفهمي وفهد الجهني، وبقية الكوكبة الرائعة من الأبطال الذين أبدعوا وتألقوا وتوهجوا في اللقاءات الكروية التي أعقبت الخسارة من الصين، وتجاوزوا تايلند وسورية بنتيجة واحدة وهي الفوز بهدف من دون رد، ليتأهلوا طرفاً ثانياً من المجموعة ويواجهوا أوزبكستان في المنعطف الأهم والأقوى ويخطفوا الانتصار الغالي ويُسعدوا الشعب السعودي في كل مكان بهذا الإنجاز الذي أعاد «الأخضر الشاب» إلى الواجهة العالمية بعد سلسلة من الإخفاقات في الأعوام الماضية. وكان منتخب الشباب السعودي فشل في الوصول إلى نهائيات كأس العالم في البطولات الأخيرة، إذ يعد آخر مشاركة له في عام 2003 في كأس العالم للشباب التي أقيمت في الإمارات، ولم ينجح بعدها في الوصول إلى نهائيات كأس آسيا للشباب عام 2004 في ماليزيا، ليخسر معها فرصة المشاركة في كأس العالم للشباب في هولندا عام 2005 ، فيما خسر المنتخب السعودي فرصة الوصول إلى كأس العالم 2007 في كندا، وذلك بعد خسارته في دور الثمانية في كأس آسيا أمام المنتخب الياباني بنتيجة هدفين في مقابل هدف، والتي كانت مقامة في الهند عام 2006، كما خسر بطاقة التأهل لكأس العالم للشباب في مصر عام 2009 وذلك بعد خسارته في دور الثمانية أمام المنتخب الإماراتي الشقيق بهدف نظيف ضمن كأس آسيا للشباب عام 2008، والتي أقيمت في مدينة الدمام.