قررت أمانة الأحساء، إعادة تشييد سور حي الكوت الأثري وسط مدينة الهفوف، والذي شيد قبل قرون، وكان موجوداً حتى ما قبل نصف قرن، لكنه تلاشى بفعل أعمال التوسع العمراني والإهمال. ووقعت الأمانة عقداً مع إحدى المؤسسات الوطنية، لتنفيذ مشروع تطوير الواجهة الشرقية لحي الكوت، على أن يبدأ العمل فيه الأسبوع المقبل. وقال وكيل الأمانة للشؤون الفنية المهندس عادل الملحم: «إن المشروع عبارة عن إعادة بناء سور حي الكوت، وسينفذ على مرحلتين، الأولى لبناء السور بكلفة مليوني ريال، وتستغرق مدة تنفيذ المشروع نحو 18 شهراً. وسلم الموقع للمقاول المنفذ. فيما تتضمن المرحلة الثانية بناء الدروازة، التي ستطرح مناقصتها قريباً، على ان يتم الانتهاء من المشروع في شكل كامل». بدوره، أوضح مدير إدارة الإشراف الفني في الأمانة المهندس حسين الحرز، ان السور القديم عبارة عن «جدار عريض من الطين، يتجاوز عرضه خمسة أمتار، فيما لن يتجاوز عرض السور الجديد 80 سنتيمتراً، وارتفاعه 10 أمتار. وسيضم مجموعة متكررة من العقود (الأقواس)، بطول مئتي متر». ونوه إلى انه «روعي ان تكون جميع العناصر المعمارية مستمدة من العمارة المحلية في الأحساء»، مضيفاً أنه «طُبق في تصميم السور متطلبات أصول تصميم المنشآت». وذكر الحرز، أنه تم «عمل فتحات مشاة في كل 30 متراً من السور، وستزود تلك الفتحات بدرجات ومنحدرات. وينتهي السور من الجهة الشمالية ب«دروازة الكوت»، التي كانت تُسمى «بوابة الفتح»، وهي عبارة عن بناء من دورين، مُدمج مع السور. ويبرز منه برج القلعة الاسطواني، الذي يُعد من العناصر التي تتميز بها الدروازة». واعتبر هذا المشروع «إضافة غنية ومهمة لمنطقة وسط مدينة الهفوف التاريخية، خصوصاً ان المشروع يقع في الجهة المقابلة لسوق القيصرية التاريخي، الذي تم الانتهاء منه أخيراً، ما يشكل تكاملاً بصرياً جميلاً، وصورة حضارية متكاملة للشارع والمنطقة المحيطة في المشروع».