بغداد - أ ف ب - تعود موجة التفجيرات من انتحارية أو غيرها لتعصف ببغداد ومناطق أخرى منذ ليل أول من أمس مستهدفة مختلف الطوائف فضلاً عن الشرطة وقوات «الصحوة»، ما أسفر عن مقتل 63 شخصاً واصابة عشرات آخرين. وأعلن مصدر أمني عراقي أن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا وأُصيب 25 آخرون بتفجير انتحاري استهدف دورية راجلة للجيش الأميركي في سوق الآشوريين في حي الدورة جنوب بغداد قبل ظهر أمس. وأوضح المصدر أن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه مستهدفا دورية راجلة للقوات الأميركية في سوق الاشوريين وسط حي الدورة جنوب بغداد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً واصابة 25 آخرين»، مشيراً الى وجود اصابات بين الجنود الأميركيين. لكن الجيش الأميركي أكد وقوع عملية التفجير، وأعلن في بيان مقتضب مقتل ثلاثة من جنوده في انفجار عبوة استهدفت دورية في بغداد. ويرتفع بذلك عدد الجنود والعاملين مع الجيش الأميركي الذين قضوا في العراق منذ الاجتياح في آذار (مارس) عام 2003، الى 4299، بحسب حصيلة لوكالة «فرانس برس»، استناداً الى موقع الكتروني مستقل. ومعلوم أن الدورة، وهي منطقة مختلطة مع غالبية من السنة، كانت من أخطر مناطق بغداد قبل أن يلتحق المقاتلون هناك بصفوف قوات الصحوة اعتباراً من أواخر عام 2007. وفي غرب بغداد، أعلنت مصادر أمنية مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة واصابة 20 شخصاً في انفجار عبوة داخل مركز للشرطة في حي اليرموك قبل الظهر أيضاً. وأوضحت أن «ثلاثة من عناصر الشرطة لقوا حتفهم وأُصيب 12 آخرون فضلاً عن ثمانية أشخاص في انفجار وقع داخل مركز شرطة المأمون في حي اليرموك» ذي الغالبية السنية. وأعلنت في وقت سابق مقتل شرطيين اثنين فقط. وأضافت المصادر أن «العبوة كانت موضوعة داخل حاوية نفايات»، مشيرة الى أن «العبوة وضعت عندما أخرج الحاوية عمال النفايات قبل ظهر الخميس». وفي كركوك، أكدت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل ثمانية من عناصر الصحوة واصابة أربعة آخرين في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً لهم في ناحية الرشاد جنوبالمدينة الغنية بالنفط. وقال مصدر أمني إن «انتحارياً يرتدي الملابس الخاصة بقوات الصحوة فجر نفسه وسط تجمعهم قرب الكلية التقنية بانتظار تلقي رواتبهم، ما أسفر عن مقتل ثمانية واصابة أربعة آخرين اضافة الى أضرار مادية». من جهته، أكد مصدر في الطب العدلي في كركوك تسلم جثث عناصر من «الصحوة»، في حين قال الرائد في شرطة كركوك سلام زنكنة إن «الجرحى نُقلوا الى مستشفى كركوك في حال حرجة». وتبعد ناحية الرشاد 65 كيلومتراً جنوب كركوك وتعتبر من المناطق المتوترة. وأعلن مصدر أمني اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار السيارة المفخخة في حي الشعلة شمال غربي بغداد الى 40 قتيلاً و83 جريحاً. وقال هذا المصدر رافضاً كشف اسمه إن «الحصيلة النهائية لانفجار السيارة المفخخة في حي الشعلة بلغت 40 شهيداً و83 جريحاً توزعوا على أربعة مستشفيات في بغداد». وأوضحت مصادر أمنية أن «السيارة المفخخة كانت متوقفة أمام مطعم شعبي قرب تقاطع الصدرين في منطقة الشعلة الأولى». يذكر أن هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه منذ مقتل 51 شخصاً واصابة عشرات آخرين منذ انفجار ثلاث سيارات مفخخة في مدينة الصدر في 28 نيسان (ابريل) الماضي. وتتعرض بغداد منذ آذار (مارس) الماضي إلى موجة من أعمال العنف بلغت ذروتها الشهر الماضي مع مقتل 310 أشخاص في العاصمة وحدها. وفي هذا السياق، أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى اعتقال شبكة متشددة دينياً مرتبطة ب «القاعدة» اعترفت بتلقيها «دعماً مالياً من سورية» وتمكنت من تجنيد «انتحارية» فجرت نفسها داخل ضريح الامام موسى الكاظم في نيسان الماضي. وأوضح المصدر رافضاً كشف اسمه أن «قوة تابعة لشؤون الداخلية والامن في وزارة الداخلية اعتقلت ثلاثة أشخاص متشددين دينياً ومرتبطين بالقاعدة بناء على معلومات استخباراتية في حي زيونة الراقي» وسط بغداد قبل يومين. وأكد من دون تقديم مزيد من التفاصيل أن «المجموعة اعترفت بتلقي دعم مالي من سورية». وتابع أن «الارهابيين وجميعهم من العراقيين، كانوا يشغلون منزلين فخمين في الحي الراقي، وعثرنا خلال عملية الدهم على أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة وعبوات لاصقة وأسلحة وعتاد». وأشار الى أن «المجموعة المتشددة اعترفت بتجنيد انتحارية فجرت نفسها داخل ضريح الكاظم، اضافة الى تقديم مساعدة في هجمات أخرى بينها العملية الانتحارية التي استهدفت الشرطة الوطنية قرب ساحة التحريات» في بغداد الشهر الماضي. وكان تفجير مزدوج قرب مرقد الامام الكاظم في 24 نيسان أوقع ما لا يقل عن 55 قتيلاً بينهم زوار ايرانيون، اضافة إلى عشرات الجرحى. كما أكد المصدر أن الانتحاري الذي «نفذ الهجوم في ساحة التحريات وسط بغداد يحمل الجنسية السورية، وليس امرأة كما أعلنت قوات الأمن في حينه». وكانت مصادر أمنية أعلنت أن «انتحارية فجرت نفسها قرب ساحة التحريات مستهدفة تجمعاً للشرطة، ما أسفر عن مقتل 28 شخصاً بينهم عشرة من الشرطة واصابة 52 آخرين». من جهة أخرى، أضاف المصدر أن «المجموعة اعترفت كذلك بعمليات اغتيال طاولت الشرطة بواسطة عبوات لاصقة، بينها مقتل ضابط برتبة مقدم كان مسؤولاً عن قسم العرب في مديرية الاقامة، فضلاً عن سائق أحد نواب رئيس الجمهورية».