أرجع معارض سوري مسؤولية سقوط حلب إلى «تشتت الفصائل المعارضة»، لافتاً إلى وجود تناحر داخلي بين الفصائل السورية المعارضة. وقال الرئيس السابق للاتلاف الوطني السوري خالد خوجة ل«الحياة»: «ما حصل في حلب مؤلم ومؤسف، وبعض الفصائل تتحمل جزء من سقوط بعض الجبهات، ولكن الوقت الآن ليس للحديث عن الفصائل لأن هناك مجازر ترتكب، في حق المدنيين في حلب». وأضاف: «في الساحة السورية، لا يمكن فصل الملف السياسي عن العسكري، فبعد الغزو الروسي لسورية، اتضحت سياسة روسيا، التي انكشفت بعد انهيار النظام في دمشق، إذ تعمل على مساعدة النظام السوري، لأجل تحقيق نصر سياسي ودعمه على الأرض، وذلك بعد فشل الميليشيات الإيرانية في دعم النظام». وزاد: «لذلك تريد روسيا من سقوط حلب أن تحقق نصراً سياسياً للنظام، ما يعني إبقاء النظام على رأس الحكم في أي مفاوضات سياسية محتملة، بين قوى الثورة والنظام، لكن موقفنا بالنسبة لموضوع المرحلة الانتقالية وتحقيق الانتقال السياسي لن يتغير بتغيير الموازين العسكرية على الأرض». ونوّه خوجة إلى أن روسيا توفر حالياً غطاءً جوياً للقوات الإيرانية، التي تستخدم القذائف بجميع أنواعها المحرمة دولياً، مبيناً أنه على رغم ذلك ما زالت الجبهات في حلب قوية. وأضاف: «تم انسحاب الجبهات نحو المربع الأمني للقوى الثورية وهي جبهات قوية ومحصنة تماماً، ولكن ما يؤلم تلك الفصائل والجميع أن الغارات الجوية تستهدف المدنيين لكي تضغط على الجبهات»، مؤكداً أن الانسحاب تم بهذا الشكل، إذ إن جميع الفصائل وافقت على الهدنة والانسحاب، في حين خرقت روسيا وإيران الهدنة. ودعا خوجة الفصائل المعارضة إلى توحيد الجهود العسكرية، وتشكيل مظلة شاملة للقوى السياسية والعسكرية في سورية، منوهاً إلى أن أحد أسباب سقوط حلب هو تشدد الفصائل العسكرية، وقال: «في حلب شهدنا تناحراً داخلياً وسيطرة بعض الفصائل على أسلحة فصائل أخرى، وهذا ما أدى إلى سقوط بعض الجبهات». وشدد على أهمية توحد هذه الفصائل وفق الرؤية الوطنية الشاملة التي تشمل - بحسب وصفه - جميع مكونات الشعب السوري التي توحدت على هدف مشترك واحد وهو إسقاط النظام وتأسيس نظام مبنى على العدالة، والذي يحقق الحرية للشعب السوري، مؤكداً أن سقوط حلب ليس نهاية الثورة، فيما أضاف: «ربما يكون سقوط حلب مرحلة مفصلية لكي تأخذ الثورة شكلاً أخر وتعود الحاضنة الشعبية لفرض رأيها على بقية القوى».