يكثف المرشحون المتنافسون على مقاعد المجلس النيابي اللبناني حملاتهم الانتخابية في مختلف المناطق، ويكاد ينحصر السجال بينهم على صلاحيات رئيس الجمهورية وحكم الأكثرية والأقلية، في وقت لا يزال ما تبقى من لوائح مرشحين من قوى 8 و14 آذار على نار حامية. وفي متابعة «هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية في وزارة الداخلية» للحملات الحاصلة، قررت «حظر إقامة المهرجانات واللقاءات الانتخابية في دور العبادة، والأماكن العامة، وفقاً لنص المادة 71 من قانون الانتخاب». وفي المواقف، جدد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي موقفه بضرورة «الالتفاف حول المؤسسات الدستورية ودعمها وتفعيل دورها لأن البلد يحتاج الى فرصة تمكنه من النهوض على المستويات كافة». وزار أعضاء في لائحة 14 آذار في الشوف (التي يترأسها رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط) شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ونقل النائب مروان حمادة عن الشيخ حسن دعمه لرئيس الجمهورية «في مسعاه التوفيقي الدائم»، وشدد اعضاء اللائحة على التزام اللائحة من دون التشطيب. والتقى الجميل النائب بطرس حرب الذي استبعد أن تحوز قوى 8 آذار الأكثرية، «فالرأي العام اللبناني مدرك للمخاطر التي ستترتب على هذه الانتخابات، وأن أي خطأ سيؤدي الى انهيار النظام السياسي في لبنان». وكان وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي التقى النائب علي عمار وأكد «على تمرير الاستحقاق الانتخابي بأعلى درجات الهدوء والوعي والحس الديموقراطي الشفاف». واكد النائب ميشال فرعون في تصريح «أن الحملة المركزة على الرئاسة والرئيس التوافقي مستنكرة ومرفوضة لانها تهدف الى الإمساك بالساحة اللبنانية لأهداف خارجية». واستغرب «هذه الحملة من جانب أطراف مسيحيين أهدافهم مشبوهة». من جهته، اعتبر النائب بيار دكاش (المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا) أن موقع الرئيس «مقدّس». ونبّه من الاستمرار بهذه الشراسة في التعاطي «لأننا سنكون بحاجة لاتفاق «دوحة» جديد». ورأى المرشح عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية نهاد المشنوق بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «أسوأ شعار انتخابي في هذه المرحلة استعمال رئاسة الجمهورية كهدف للتصويب عليها، فكيف نحرص على الرئاسة من دون الرئيس؟، وإذا كان يوجد مرشحون راغبون في أن يكونوا من سياسة رئيس الجمهورية فهذا يقرره الناخبون ولا يتقرر على المنابر». وزار المشنوق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وجدد حرصه على «السلم الأهلي وقيام الدولة». المعارضة وفي المقابل، اعتبر رئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية في لقاء انتخابي ان كثراً «يعتقدون اننا اخطأنا في خياراتنا السياسية. ولكن من أيّدنا بقي معنا في زمن الخسارة كما في زمن الربح». وقال: «لم يعد عندهم شيء سوى سورية وإيران. وهنا أقول ان علاقتنا بسورية قديمة ولا تزال قائمة وكذلك علاقتنا بالرئيس بشار الأسد ومن ينكر هذه العلاقة هو من أسس لعلاقة مع ضباط الاستخبارات خلال الوجود السوري في لبنان. وهؤلاء هم الذين يستحون بما فعلوه. أما بالنسبة الى العلاقة مع إيران فهي دولة وعندها سفارة وعندما ذهبنا الى إيران اجتمعت الى الرئيس الإيراني ولدينا اقتناع تام حول القضية الفلسطينية وأن الفلسطينيين يجب ألا يتم توطينهم في لبنان». ودعا فرنجية الى التصويت «للائحة كاملة أو من يشعر بأي إحراج فليشطب اسم سليمان فرنجية لأني أنا قادر ان أحمل إن كنت في البرلمان أو خارجه ولكنني لا أقوى إلا بحلفائي. وعندما يسقط حليف لي أكون طعنت في ظهري». وفي لقاء مع «لائحة المقاومة والتنمية والتحرير» في النبطية، دعا رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد الخصوم السياسيين «الى التخفيف من نبرة التوتر والالتفاف حول الثوابت الوطنية وعدم الحياد عن الخيار الوطني، لأن نتائج الانتخابات وتوقع الهزيمة لا يستحقان ان نذهب بالبلد الى حافة الهاوية، بخاصة ان الكل يعرف ان نسبة التفاوت بين الأكثرية والفئة الخاسرة سوف تكون ضئيلة، وان المعارضة التي ستفوز لا تريد إلغاء خصومها». واعتبر رئيس «جبهة العمل الإسلامي» فتحي يكن في تصريح ان «إذا كان ثمة فتنة تحضر للإطاحة بالانتخابات النيابية، كما بات يتردد، فإن من مصلحة المعارضة أن تكون الأحرص على سحب فتائل التفجير، وعلى مراعاة المزاج العام ولو دأبت الأكثرية على تعكيره».