أثارت هيئة الإحصاء حفيظة النحّالين بإعلانها إحصاءها عن العسل المنتج في المملكة في 2014، في تغريدة لها عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر). وجاء في التغريدة التي دوّنتها «الهيئة» أمس (الإثنين)، تقدير إنتاج المملكة من العسل ب109 أطنان، الأمر الذي وصفه النحّالون بأنه يعدل 10 في المئة فقط من العسل المنتج في السعودية. وأكد رئيس جمعية النحالين في الباحة المشرف على «كرسي بقشان» لأبحاث النحل أحمد الخازم، أن إنتاج العسل في تزايد مستمر نتيجة لإقبال الشباب على المهنة التي تعتبر مصدر دخل إضافي. وقال الخازم: «يلاحظ أن غير السعوديين الذين يملكون مناحل خاصة بهم يمثلون نسبة كبيرة من الممارسين، والسبب هو التستر الذي كثر في هذه الآونة، وكذلك قبول بعض السعوديين بالفتات، في مقابل إعطاء أسمائهم للعمالة غير السعودية». وأضاف: «الرقم الذي أعلنته الهيئة يمثل 10 في المئة من العسل المنتج في السعودية، لأنه كما هو ملاحظ في الجدول أن التركيز جاء على النحل في المزارع فقط، بيد أن 90 في المئة من النحالين ليس لهم مواقع ثابتة في المزارع». من جانبه، أوضح شيخ باعة العسل رئيس جمعية النحالين في الطائف مقبول الطلحي أن الإحصاء تضمن «تناقضات كبيرة، وأيضاً وضع أرقام خاطئة لا يمكن بناء دراسات عليها، ليس في مجال النحل والعسل فقط، واستطرد: «استطيع أن أعطيك إحصاء لما يباع في سوق الطائف لدي سنوياً، وهو السوق النظامي الوحيد في المملكة، إذ يباع كل سنة نحو 250 طناً». ولفت الطلحي إلى الإشكالات التي تعترض صناعة النحل في المملكة، «هناك ظروف طبيعية مثل قلة الأمطار أو الآفات التي يتعرض لها الغطاء النباتي، وكذلك الاحتطاب، وأيضاً إنشاء بعض السدود التي قضت على كثير من أشجار السدر، وهذه الأمور نواجهها بحلول فردية، وإنما بقيام وزارة الزراعة بالتعاون مع جمعيات النحالين، ومع النحالين في تطبيق نظام تربية النحل الصادر عن مجلس الوزراء، من خلال الاستراتيجية التي وضعت لهذا النظام، وعلى رغم اعتماد كثير من النحالين السعوديين على الأجانب بشكل شبه كامل وتحويل مهنة المناحل من هواية ومصدر رزق إلى تجارة فقط، مما يعني الاهتمام بالكم بعيداً عن الجودة، على رغم كل هذا أتوقع أن يكون لجمعيات النحالين دور فعال في التوعية والدعم والإرشاد، وسترتفع معدلات الإنتاج مع الحفاظ على الجودة». من جهته، قال المدير العام للإرشاد الزراعي بالوزارة سعود الحقيل: «إن الرقم المذكور للعسل المنتج من مشاريع إنتاج العسل والمناحل في المشاريع الزراعية، وإلا فإن هذا العدد يضاف إليه إنتاج العسل من المناحل التجارية الثابتة والمتنقلة، الذي بلغ في آخر إحصاء 685 طناً من العسل المنتج محلياً». وحول التوقعات بارتفاع هذه الأرقام، قال الحقيل: «إن احتمال ذلك ضعيف، نظراً إلى انتهاج الغالبية العظمى من نحّالي المملكة النحالة المتنقلة، وتأثرها بمحدودية المراعي النحلية على مستوى المملكة وموسمية الإنتاج، وكذلك إصرار كثير من النحالين في مناطق الإنتاج على ممارسة التربية التقليدية للنحل». وأضاف: «إن موضوع استيراد النحل يتأثر بالبلد المنتج، وهو بدوره يؤثر على الإنتاج، وبما أن وجهة المؤسسات والنحالين في المملكة للاستيراد هي مصر فقد يرتفع سعر الإنتاج في مصر، نظراً إلى ارتفاع أسعار السكر في الوقت الحالي، الذي يعتبر العنصر الأساسي لتربية الملكات، وإنتاج الطرود». وتوقع تحسناً لمستقبل صناعة العسل في المملكة، معللاً بأن عدد ممارسي مهنة تربية النحل في تزايد، «نتيجة لجهود الوزارة في نشر هذه المهنة والتعريف بها في أوساط المجتمع، وتنظيم ممارستها عن طريق إصدار تراخيص المناحل وتصاريح مزاولتها، ودعم النحالين المسجلين، إضافة إلى دعم صندوق التنمية الزراعية لملاك المناحل بالقروض الزراعية». واستدرك: «على رغم ذلك فإن الناتج المحلي أقل بكثير من حاجة الأسواق المحلية، نظراً للأسباب التي ذكرناها سلفاً، ويضاف إليها التزايد في استهلاك منتج العسل».