تسببت مياه الصرف الصحي، في عرقلة حركة السير، في شارع 42 في الدمام. واضطر المارة الجمعة الماضي، فور تدفق كميات كبيرة من المياه، إلى تغيير مسار مركباتهم، وتحويل الخط الرئيس إلى خطوط أخرى، تفادياً لحدوث «أزمة سير»، قد تشمل أحياء أخرى.ووعدت المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية، رداً على شكاوى رفعها مواطنون، ب»حل المشكلة خلال ساعات»، بحسب قول متقدمين بشكاوى. فيما أقر مدير المياه في مدينة الدمام المهندس فؤاد اليوسف، في تصريح ل»الحياة»، بحدوث «طفح لمياه الصرف الصحي، في أحد خطوط الطرد الخاصة في محطة المعالجة الرئيسة في الدمام، ما أدى إلى ارتفاع معدلات تدفق المياه، وبالتالي تصريفها نهاية الأسبوع»، مؤكداً على «التعامل مع المشكلة فور ورود البلاغات. وتمت معالجتها ونزح المياه المتسربة، وغسل الموقع وتطهيره». وأشار سعود الدوسري، إلى حدوث «تلوث بيئي واضح، فالمياه الآسنة والروائح الكريهة، غطت الأحياء المجاورة للشارع، وهو شارع رئيس». وأوضح آخرون انه «لولا حل أزمة السيارات، لتم إغلاق الشارع إلى حين سحب المياه الآسنة، التي بدت تنبعث وكأنها حمم تنطلق من فوهة بركان. وبدا المنظر غير حضاري وغير صحي». وقال منصور محمد (سائق مركبة): «شاهدت تدافع المياه بقوة من عبوة الصرف الصحي»، مضيفاً أن المشكلة «لم تقتصر على تأثر حركة السير فحسب، إذ تسببت في تلوث المنطقة التي شهدت تدفق المياه، وهذا هو الأخطر، لأن تأثيره يبقى لفترات طويلة، بخلاف تعطل حركة السير الذي على رغم ما يسببه من إزعاج، ولكنه سينتهي بعد ساعات على الأكثر»، منتقداً أداء إدارة المياه والبلديات فيما يتعلق بالتلوث. وأكد أنه «لا يوجد اهتمام جدي، فما يعلن من دراسات واهتمام في مشكلة التلوث لا يعبر عن الواقع البيئي»، مبدياً مخاوفه من «خطورة انتشار الأمراض الناجمة عن التلوث، وبخاصة خلال الفترة المقبلة، مع دخول فصل الشتاء». بدوره، أوضح المتخصص في علم البيئة موسى العميري، ل «الحياة»، أن «مشكلات التلوث البيئي، تنجم نتيجة إهمال من قبل الجهات التي تشرف على البيئة، وإغفال نقاط رئيسة عدة، أبرزها الحد من المؤثرات الخارجية التي تختلف اختلافاً كلياً عن ملوثات البيئة الطبيعية. وهذه الأخيرة يمكن تلافيها عبر تكثيف الوعي البيئي، والحد من بعض الظواهر. أما المؤثرات الخارجية، مثل تلوث الهواء، والتلوث الناجم عن الصرف الصحي والصناعات، وخلافها، فقد تتسبب في أمراض مزمنة، منها التنفسية والسرطانية، وغيرها الكثير. لذا يجب التخلص من المشكلات، بدلاً من التحدث عنها، والتضجر منها»، مشيراً إلى أن مياه الصرف الصحي «من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى التلوث، لما ينجم عنها من تجمع الحشرات والأوبئة والقوارض».