بعد أيام على انتقاده «بوينغ» على «الكلفة الباهظة» للطائرة الرئاسية (إرفورس وان)، انتقل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى مجموعة «لوكهيد مارتن» وغمز من قناة برنامج مقاتلات «أف- 35» الشبح التي اعتبر كلفة إنتاجها مرتفعة جداً. أتى ذلك في وقت تواصل الجدل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) حول تورط روسي في قرصنة إلكترونية لموقع حملة الحزب الديموقراطي للرئاسة، إذ نددت موسكو ب «اتهامات لا أساس لها»، وجددت نفي تدخلها للتأثير في السباق الرئاسي الأميركي. وفي أحدث تغريداته على «تويتر»، والتي أصبحت مصدراً لسجالات لا تنتهي، أعلن ترامب أمس، أن «كلفة برنامج أف- 35 خارجة عن السيطرة». ورأى أنه «يمكن توفير بلايين الدولارات التي تنفق على المشتريات العسكرية وغيرها»، ووعد أن يتم ذلك بعد توليه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، علماً أن برنامج «أف- 35» يُعتبر من أغلى أنظمة التسلح العسكرية في التاريخ. وتزامن كلام ترامب مع زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى إسرائيل للاحتفال بتسلمها أولى طائرتين من مقاتلات «أف- 35» الشبح. وأبرمت «لوكهيد مارتن» عقداً ب1.5 تريليون دولار حتى 2070 لإنتاج الجيل الأخير من المقاتلات بكلفة نحو 100 مليون دولار لكل منها. (راجع ص 4) وفي آب (أغسطس) الماضي، أعلنت القوات الجوية الأميركية أن المقاتلة «جاهزة للقتال»، بعد تقارير عن زيادة تكاليف إنتاجها وتأخير في تصنيعها. ووعدت «لوكهيد مارتن» بالرد على أسئلة ترامب حول كلفة المقاتلة التي وصفتها بأنها «قيمة كبيرة» للولايات المتحدة. وصرح جيف بابيون مدير برامج «أف- 35» في الشركة للصحافيين في إسرائيل، بأن «أف- 35 برنامج مذهل وقيمة كبيرة، وأتطلع إلى الإجابة على أي أسئلة للرئيس المنتخب». على صعيد آخر، نددت روسيا الإثنين باتهامات «لا أساس لها» أطلقتها «سي آي إي» بعدما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن روسيا سعت إلى مساعدة ترامب في الفوز بالرئاسة. وفي وقت أكد رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، أن لجنة الاستخبارات في المجلس ستحقق في ادعاءات حول تدخل موسكو لمساعدة ترامب في حملته الرئاسية، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين أمس: «ظهرت في وسائل الإعلام وبشكل مثير للاستغراب معلومات كهذه من مسؤولين كبار في الولاياتالمتحدة وبريطانيا». وأضاف: «لا شيء من هذه الادعاءات مرفق بمعلومات، ناهيك عن أدلة. كلها تبدو اتهامات لا أساس لها، غير مهنية ولا علاقة لها بالواقع». أتى ذلك بعدما نقلت «واشنطن بوست» عن مصادرها، أن مرتبطين بموسكو سلموا موقع «ويكيليكس» رسائل إلكترونية مقرصنة من حسابات جون بوديستا، المدير السابق لحملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والحزب الديموقراطي. ونُشر آخر استنتاجات «سي آي إي» مساء الجمعة، بعد طلب الرئيس باراك أوباما تقريراً مسهباً عن عمليات القرصنة المعلوماتية التي جرت خلال الحملة الرئاسية. وأعلن ترامب الأحد أنه «لا يصدق» استنتاجات «سي آي إي»، واعتبرها «أمراً سخيفاً» و «ذريعة جديدة لا أصدقها».