واصل فريق المعارضة في لبنان دعوته الى محاسبة شهود الزور ومن يقف وراءهم، وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش (حزب الله) أن «أولى الخطوات في الطريق الصحيح للوصول الى الحقيقة والعدالة هي ان نعرف من هو المستفيد من تضليل التحقيق، ومن يقف وراء هؤلاء الشهود الكذبة الذين أساؤوا الى كل اللبنانيين والشهداء الذين سقطوا مظلومين وإلى علاقة لبنان مع سورية»، معتبراً في احتفال في البازورية ان «هناك من يريدنا ان نثق بنزاهة التحقيق، وأن نصدق أن القرار الظني لم يُبنَ على حسابات سياسية في حين لم نجد سوى التجاهل والاستهتار والاستخفاف أمام ما قدمه الأمين العام لحزب الله من قرائن وأدلة ترتقي الى مستوى الإدانة إذا ما قورنت بما يروج له من قرار ظني وما يبنى عليه من اتهام» . ولفت الى ان «ما نخشاه هو استمرار إثارة أجواء الفتنة والانقسام الداخلي، ليس فقط في لبنان، بل على امتداد العالم العربي والإسلامي»، مشيراً الى «اننا اول المطالبين بكشف العدالة وتطبيق العدالة لأننا اول المتضررين من اشاعة اجواء الانقسام وإشغال المقاومة وإشغالنا بمتاهات سياسية تتصل بحسابات هذا الفريق او ذاك». وسأل فنيش: «كيف يمكن أن يكون القرار الظني نزيهاً وقد علم به اشكنازي ونشرت مضمونه ديرشبيغل وعلم به فيلتمان وتحدث به مسؤولون لبنانيون قبل ان يصدر؟ وكيف يمكن ان نثق بهذا القرار وأساليبه وأدلته ناهيك بما حصل في مسار التحقيق؟». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض أن «هناك تكتيكات صبيانية مكشوفة تهدف إلى الالتفاف على ملف شهود الزور بهدف تعقيد فتحه قضائياً»، مؤكداً «عدم الخوف على المقاومة لأن لا أحد قادراً على النيل منها أو إلغاء مشروعها وإنما الخوف هو على لبنان واستقراره». وقال في احتفال في الجنوب امس: «إننا حريصون على ان لا يدفع احد البلاد باتجاه الفتنة والاضطراب وعدم الاستقرار». واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي بزي ان «مبادرة الرئيس نبيه بري لم تكن الا لوضع الأمور في نصابها الحقيقي عبر دعوة الحكومة الى فتح ملف شهود الزور من اجل كشف الحقيقة وتبديد الهواجس والمخاوف لدى جميع اللبنانيين»، مؤكداً أن «هذه الخطوة ليست استعراضية ولا للاستهلاك في سوق المزايدات، ولا نريد تعطيل اعمال مجلس الوزراء بل كسر حالة المراوحة والجمود التي يعيشها البلد». وقال بزي خلال احتفال في قبريخا امس: «اذا كنا متمسكين بشبكة الأمان العربية السورية - السعودية وآملين بأن تتسع لحماية الاستقرار السياسي والأمني في هذا البلد، فإننا نتطلع الى شبكة امان لبنانية تواكب هذه الشبكة لنعيش الارتياح والاطمئنان». وسأل: «لماذا ينتقد البعض زيارة الرئيس الإيراني لبنان طالما اسرائيل تشعر بالخوف والقلق والحذر من الزيارة التي سنستقبلها بالمشاركة والحفاوة كما شاركتنا ايران في حفاوتنا بعد الانتصار بالبنى التحتية والنشاطات». ودعا بعض المسؤولين الى «الارتقاء بالأداء والسلوك والخطابات والسجالات الى دقة المشهد السياسي وخطورته الذي يعيشه البلد». وأكد عضو الكتلة نفسها هاني قبيسي في احتفال في زفتا الجنوبية أن «وزراء حركة أمل لن يشاركوا في جلسات مجلس الوزراء ما لم يتخذ قرار جدي في شأن شهود الزور الذين أساؤوا الى الواقع اللبناني وإلى العلاقات اللبنانية - السورية وعرضوا الاستقرار الداخلي للخطر»، مشيراً الى أن «المدخل لمعرفة الحقيقة هو بمعرفة من ضلل التحقيق ومن جند شهود الزور الذين كادوا بإفاداتهم الكاذبة يضيعوا الوطن، وأساؤوا لسنوات طويلة إلى علاقة لبنان بأشقائه العرب وفي الطليعة سورية». ورحب بزيارة الرئيس الإيراني «وهي زيارة رسمية سيرحب بها كل أركان الدولة»، منتقداً «بعض الأصوات التي نسمعها من هنا وهناك وتحاول التشويش على الزيارة».