أكدت شركة الأهلي كابيتال، أن الطلب المتزايد على السلع كمدخلات مادية وأدوات استثمارية أعطت دفعة كبيرة لنظرية الدورة الكبرى، والتي يحركها النمو الصناعي المتسارع، وتحسن المستوى المعيشي الآخذ في الارتفاع أمام محدودية الموارد. وقالت الأهلي كابيتال في عدد شهر أيلول (سبتمبر) من دورية الاقتصاد الخليجي، التي تصدرها الشركة، إنه «بينما تستفيد دول مجلس التعاون الخليجي من مكاسب الدورة الحالية للنفط، يشكل اعتمادها الكبير على استيراد معظم السلع الأساسية جملة من التحديات السياسية المهمة التي تواجهها المنطقة». وأوضحت أن النمو المطرد للدخل وتطور الاقتصاد في البلدان الناشئة غيّر معالم أسواق السلع العالمية، فمع توافر الموارد الطبيعية المحدود، كما في حالة المنتجات النفطية والمعادن، أو غير المرن على المدى القريب بالنسبة للموارد الطبيعية كالسلع الزراعية والطاقة المتجددة، فقد واجه جانب العرض صعوبات جمة في مواكبة الارتفاع الهائل في الطلب. وأشار كبير الاقتصاديين في الأهلي كابيتال الدكتور يارمو كوتيلاين، إلى أنه «مع انخفاض الفائض القابل للتصدير، وتصاعد تكاليف زيادة الإنتاج في ظل شح الموارد، يبدو أن أسعار السلع تميل إلى الصعود، فيما يسمى دورة اقتصادية كبرى للسلع، وهذا يدعو أيضاً إلى بذل جهود لتأمين العرض من خلال الاحتياطات الاستراتيجية والاستحواذ على الأصول». ولفت إلى أن ارتفاع حضور المستثمر المؤسساتي يسلط الضوء على تنامي جاذبية السلع في تنويع المحافظ الاستثمارية وتعزيز العائد، وأدى ذلك إلى تزايد تدفقات السيولة نحو أسواق السلع، وهذا يسبب تقلباً ملحوظاً قصير المدى في الأسعار، بينما يضخم الاستثمار من خلال المضاربة التحركات التقليدية الدورية.