اليوم فقط سأرتاح قليلاً وربما اغمض عيني وسمعي للأبد.. لم أكن أتمنى قراءة ما قرأته في الصحف العربية عني عن حكايتي وعن أمور كثيرة سأحكيها لاحقاً ولم أتمكن إغماض عيني قبل إصدار التقرير النهائي الذي لفتت نظري بشدة كلمة فيه (هرباً من حركة غادرة) فقط تمسكت بها أعدت قرءاتها مرات عديدة ففيها براءتي وبراءة سمعتي التي لاكتها الألسن (كقطعة من العلك). حكت الصحف عن تفاصيل مقيتة وظهرت القصص الكثيرة التي معظمها محض افتراء ليال كثيرة كنت أتمنى لو أتمكن من الصراخ من الحديث من تصحيح ما قيل وتم نشره حتى تفاصيل الطبيب الشرعي الذي عاين جثتي وأخذ سوائل من مناطق من جسدي ظهرت بالتفصيل ولا أعلم ماذا يهم القارئ من أين سيأخذ الطبيب سوائل جسدي وما فائدة تفاصيل التفاصيل؟؟؟ عمري 14 عاماً مراهقة جزائرية (طفلة في عرف القانون) أعيش في فرنسا بلد الحرية جئت مع والدي بالتبني لرؤية بيت الله وكنت على وشك المغادرة الى فرنسا في صبيحة اليوم التالي عشت حياة مفككة صعبة في دور الرعاية في فرنسا حتى استلمني صاحب والدي ليكون لي أباً لا أعرفه فهل أترك فرنسا وثقافة فرنسا وشبان فرنسا وآتي الى هنا لكي أختلي بشاب كنت أخبر أخي قبل أيام أنه يضايقني؟؟ فهل اشتكي منه ثم أصعد لغرفته بإرادتي ولماذا؟؟؟ وبعد ادائي فريضة العمرة؟؟ ضحكت كثيراً عندما قرأت ما قاله عني وعن قصة حبنا السريعة جداً.. وعن اتفاقنا على الزواج الأكسبريسو كقطار الكهرباء وعن صعودي الى غرفته بإرادتي.. أي عاقل يخبرني اذا كان كل ذلك صحيحاً فلماذا ألقي بنفسي من هذا الارتفاع.. لست غبية لاعتقد أن المسافة قريبة ولست بلهاء لأعتقد أنني سأصل بسلام. من عاقل يخبرني لماذا ألقيت نفسي بهذه الصورة الفجائية؟ أهو الخوف أم الرعب أم الصدمة أم المجهول أم الرغبة الأكيدة في المحافظة على الشرف الذي أهدرته أقلام هذا وذاك لتحقيق أكبر مبيعات وليكون التحقيق الأبرز عن الفتاة الجزائرية الفرنسية التي هامت بعامل الفندق حباً في أيام قلائل!!! وكيف انها ذهبت اليه بنفسها فالأنثى حين تذهب بنفسها (تصبح مشاركة في الجريمة النكراء حتى ولوكانت في ال14!! ولذلك تمسك كثيراً العامل بأنني ذهبت اليه وردد هذه الجملة في التحقيقات حتى تخفف عنه العقوبة فالحي في نظركم أبقى من الميت ومن تخلى عنها والداها لا بد أن يتخلى عنها المجتمع والناس ايضاً. نصيحتي الى كل صاحب قلم ان يتقي الله في ما يكتبه فاذا كان عرضي استباح وشرفي تحدث فيه القريب قبل الغريب فاتقوا الله في ما هو آت اليوم فقط خطفت كلمة هرباً من التقرير الاخير سأجعل منه (مخدتي) وسأتدثر جيداً بكفني الأبيض النقي وسأنام وأترككم لضمائركم علها تفيق قبل فوات الأوان ... بتوقيعي سارة. [email protected]