ضمن فعاليات أسبوع السرد نفسه نظم «أدبي الرياض» ندوة حول تداخل الأجناس السردية، انشغل فيها كل من الدكتورة كوثر القاضي والدكتور محمد رشيد ثابت، في تأصيل أجناس كل من القصة القصيرة والرواية، وخلصوا إلى صعوبة تحديد أجناسهما. فأشارت القاضي إلى أن مصطلح القصة القصيرة «لم يستقر بعد»، مقرّة بوجود إشكالية تتصل بالقصة، لناحية أصولها ومفهومها ونظرياتها وتقنياتها تبرز أكثر من أي شكل أدبي آخر. فيما أكد ثابت بأن تداخل الأجناس سمة أساسية من سمات الفعل الإبداعي ومنه الإبداع السردي وقال: إن الرواية على رغم أنها تعدّ أبرز أشكال السرد الراهن إلا أنه يصعب تحديدها الإجناسي مع تسميتها رواية. في ورقتها قالت القاضي إن القصة القصيرة لم تأخذ حقها محلياً وعربياً، وذلك لاكتساح الرواية بعكس القصة في الغرب. وعرضت فيها سرداً لتاريخ القصة القصيرة في التراث العربي. وأشار ثابت إلى أن تداخل الأجناس السردية طغى في الثلاثة عقود الأخيرة من القرن الماضي، بما يعرف بموجة التجريب «إذ اكتفى هؤلاء التجريبيون باسم «نص» على العمل الكتابي من دون تحديد جنسه»، مضيفاً إلى أنه رافق ذلك حركة أخرى عادت إلى القص التراثي، لتتمكن من مفاوضته من جهة، وتجديد إنشائه من جهة أخرى. وقال: هذا التداخل يدعونا إلى النظر في صحة مقولة «صفوية الجنس واحاديته» في الخطاب السردي الواحد، «فنكاد نجزم بأن هذا الخطاب بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة». وكان ثابت قد استهل ورقته مؤكداً أن السرد نوع وليس جنساً، مشيراً إلى أنه في الأدب العربي شغل العرب بالشعر، ولم تكن لهم رؤية لقضايا السرد والأجناس.