طغت اشتباكات بين مؤيدين لانفصال جنوب السودان عن شماله ومساندين للرئيس عمر البشير، وملاسنات بين حاكم ولاية شمال دارفور وأعضاء في مجلس الأمن الدولي، على زيارة أعضاء المجلس للخرطوم والفاشر في دارفور. وبينما قابلت الحكومة المجلس الأممي ببرود لافت، أعربت المعارضة عن خيبة أملها إزاء إهمالها واعتبرت لقاءها مع المبعوثين الدوليين «علاقات عامة» ووصفت نتائج الزيارة ب «المتواضعة». وأجرى وفد مجلس الأمن في ختام زيارة للسودان استمرت أربعة أيام محادثات في الخرطوم أمس مع مسؤولي مفوضية استفتاء جنوب السودان ووزير الخارجية علي كرتي ركّزت على إجراء الاستفتاء في موعده بداية العام المقبل ومعالجة القضايا العالقة وتسريع تسوية أزمة دارفور. وعُلم أن مبعوثي مجلس الأمن أثاروا مع علي كرتي طلب رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت نشر قوات حفظ سلام دولية على طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم في بداية العام المقبل. وكان سلفاكير قدّم هذا الطلب في لقائه مع أعضاء مجلس الأمن في جوبا الأربعاء. وقال ديبلوماسي ل «رويترز» إن الوفد قال إن الطلب سيتم درسه لكن لم يتم تقديم أي تعهدات. وأكد ديبلوماسي آخر مع وفد مجلس الأمن الزائر طلب سلفاكير، لكنه قال إن اتفاق السلام الشامل لا ينص صراحة على نشر قوات ولذلك فقد يتطلب الأمر بعض «التعديلات». لكن مصادر مطلعة في الخرطوم قالت ل «الحياة» إن الوزير السوداني كرتي أكد لوفد مجلس الأمن رفض طلب سلفاكير في شدة. واعتبر أن القوة الأممية لحفظ السلام التي تنتشر في الجنوب ومناطق جنوب كردفان والنيل والازرق وأبيي التي يشملها اتفاق السلام ليس لديها تفويض بذلك، كما أن الطلب غير مبرر ولا داعي له، وسيساهم في خلق أزمة ثقة ويدعو إلى تدخل خارجي وتأثير أجنبي على الاستفتاء. وأكد وزير الخارجية أن حكومته لا تريد «الحرب»، لكنها لن تقبل نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب إذا حدثت تدخلات فيه، وإن لم تكن العملية حرة وشفافة. وجدد كرتي التزام حكومته بإجراء الاستفتاء في موعده، لكنه حذّر من أن القضايا العالقة المرتبطة به، وأبرزها ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والنفط والجنسية والمياه، يجب أن تُحسم وكذلك المسائل المرتبطة باستفتاء أبيي بين الانضمام إلى الجنوب أو البقاء في وضعها الحالي، مطالباً المجتمع الدولي بمساعدة طرفي السلام لتجاوز القضايا العالقة. واشتبك عشرات من مؤيدي انفصال جنوب السودان مع شرطة مكافحة الشغب وأكثر من ألفين من الشماليين يدعون إلى وحدة البلاد من أنصار الرئيس عمر البشير في وسط الخرطوم أمس خلال زيارة وفد مجلس الأمن. واستخدمت الشرطة الهراوات لتفريق مؤيدي استقلال الجنوب بعد اشتباكهم مع المتظاهرين الشماليين قرب القصر الرئاسي في وسط الخرطوم. وتصاعد التوتر عندما هتف عشرات الجنوبيين كانوا يرتدون قمصاناً وقبعات ويهتفون «لا للوحدة نعم للانفصال»، ما أدى إلى صدام بين الجانبين.