ألقت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي كلمة عبرت فيها عن تقديرها لعاهل البحرين على دعوته لها وإلقاء خطاب أمام قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقالت: «إن المخاطر التي تهدد أمننا المشترك تتزايد وتتطور حيث يمارس الإرهابيون عملياتهم عبر الحدود الوطنية من أجل التأمر لتنفيذ هجمات ضد مواطنينا، ومع الاستخدام السيئ للإنترنت يبرز تهديد جديد، ومع وجود دول معينة مازالت مستمرة في التصرف بطرق تهدد الاستقرار في المنطقة، وتهدد بالتالي أمن العالم الغربي وتتطلب بالتالي الحاجة إلى تعزيز العمل المشترك». وأضافت: «إن الغرب يواجه تحديات قوى العولمة التي أبقت كثيراً من مواطنيه بلا معين كما يواجه دول الخليج تحديات في تأمين الوظائف وفرص وظيفية وبناء اقتصاد للجميع، وفي هذا العالم المتغير يبحث الناس عن التوجيه والقيادة ولدينا مسؤولية ملقاة على عواتقنا من أجل تقديم القيادة والتوجيه، وهذه المسؤولية إن قمنا فيها بالعمل معاً، فإنه سيكون لدينا فرصة غير مسبوقة في إظهار أننا متفهمون لحجم التغيير الذي تحتاج إليه الشعوب». واستعرضت رئيسة الحكومة البريطانية العلاقات التاريخية، التي تجمع بريطانيا مع الخليج، التي بدأت بأول معاهدة في منتصف القرن ال18، مشيرة إلى أن بريطانيا تتطلع بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي إلى العمل على بناء علاقات دولية جديدة، لا سيما مع الدول، ومنها دول الخليج التي ترتبط معها بعلاقات صداقة قديمة ومتجذرة. وأشادت بالتعاون البريطاني - السعودي المشترك في مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن المعلومات التي تلقتها بريطانيا من الجانب السعودي أدت إلى إنقاذ المئات من الأرواح من الأبرياء في بريطانيا. وأكدت أن أهم التحديات التي تواجه في الوقت الحالي هو تنامي التطرف والراديكالية ليس في المنطقة فقط بل في غيرها، إضافة إلى التحدي الكامن في التهديدات التي تهدد النظام المبني على القوانين والتي لا يعتمد عليها الأمن المشترك فحسب بل أساسات الازدهار المشترك. وأكدت رئيسة وزراء بريطانيا سعي بلادها لتأكيد علاقاتها ذات القيمة التاريخية مع دول الخليج وتأكيد تجديد الشراكة التي هي أساس للمستقبل المشترك، مشيرة إلى أنها بمشاركتها في القمة الخليجية تبعث رسالة من أجل الاستمرار وبالبدء في بناء فصل جديد من التعاون المشترك ليس من أجل تطوير العلاقات المشتركة بل بناء علاقات استراتيجية مبنية على شراكة حقيقة والتزام دائم بين الدول والشعوب يتمكن من خلاله مواجهة التحديات الهائلة التي تهدد الأمن والازدهار المشترك، وانتهاز هذه الفرصة من أجل مستقبل مزهر للأجيال المقبلة. وأبرزت في كلمتها جملة من الخطوات، التي ستبادر بريطانيا في تسريعها، ومن أهمها أمن الخليج، الذي عدته من أمن بريطانيا، وقالت: «إن المتطرفين الذين يتآمرون لتدبير هجمات في المنطقة لا يستهدفون الخليج فقط بل يستهدفون أوروبا أيضاً كما يشاهد على أرض الواقع، وسواء كان الذي يواجه هو إرهاب (القاعدة) أو بربرية (داعش) الدموية فإنه لا يوجد أشد التزاماً مع دول الخليج في هذه المواجهة وهذه الحرب مثل بريطانيا، ومثال ذلك العمليات الدولية، التي تنفذ ضد (داعش) في العراق وسورية والعمليات الجارية في الموصل التي تشهد الأيام الأخيرة ل(داعش)». وشددت رئيسة وزراء بريطانيا على ضرورة مواجهة الدول التي تغذي الإرهاب في المنطقة لاستئصال جذوره، مشيرة إلى التهديد الذي تمثله إيران على المنطقة بشكل عام وعلى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، داعية إلى وضع حد لتدخلاتها في كل من لبنانوالعراق واليمن وسورية، وكذلك في الشأن الداخلي لدول الخليج. وأكدت ضرورة تعزيز العلاقات الدفاعية والإنسانية والأمنية للتعامل مع الأزمات، داعية إلى إنشاء مجموعة عمل مشتركة لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود، فضلاً عن إقامة حوار حول الأمن المشترك لتبادل المعلومات ورصد أي مخطط إرهابي خارجي.