كان منظر حضور جماهير مباراة الشباب السعودي، وسيونغنام الكوري الجنوبي في استاد الملك فهد الدولي، لافتاً ومبهجاً. فاز الشباب في النهاية، وكان يجب أن يفوز في ظل هذا الدعم الجماهيري الكبير، الذي تحول إلى فريق آخر من المدرج يلعب ويساند الفريق الموجود على أرض الملعب. كان الشباب يتأخر في كل مرة، ثم يعود ويعادل الفريق الضيف، ولولا هذا الحضور الذي امتزجت فيه ألوان الفرق السعودية بلون الشباب، لوجد الفريق الشبابي صعوبة في التعادل، فضلاً عن الخروج فائزاً. في مباريات الشباب الخارجية يحضر هذا المشهد كثيراً، وحتى لا نصف ما يحدث من مساندة جماهيرية، بأنها «مواطنة» كما يحاول البعض أن يقحمها في المنافسات الرياضية. فإن مشهد لقاء الذهاب الآسيوي لدور نصف النهائي، هو ما يجب أن يكون في كل مشاركة خارجية لأي فريق سعودي، وما يكون غير ذلك هو المستغرب والمرفوض. والحقيقة أن الفريق الشبابي هو أحد الفرق السعودية التي تفرض احترامها على المتابع، حتى وهو يبقى صاحب جماهيرية محدودة لا تصل إلى مستوى الأربعة الكبار. لكنه، وعلى رغم ذلك يؤكد أنه أحد أنديتنا الكبيرة التي تغلبت على ملعب المدرج، بفريق يتكون من أبرز نجوم الكرة السعودية يستطيعون أن يقولوا كلمتهم في كل وقت. وليس أدل على ذلك من إصرار الفريق الشبابي على الخروج فائزاً على ملعبه أمام فريق صعب ومتمرس، وهذا ما يحسب للاعبين ومدربهم الأورغواني فوساتي، الذي عرف كيف يقلب الطاولة على المدرب الكوري الجنوبي في الوقت الأخير من المباراة. لقد تحقق الفوز ل«الليث»، ولكنه بحاجة إلى تعزيز في مباراة الإياب، وعلى الشبابيين أن يبتعدوا عن نظرية الحفاظ على النتيجة، واللعب للتعادل، فإن ركنوا إلى ذلك، فإن الكوريين لن يفوتوا فرصة الضغط من البداية، ليحققوا التعادل، ومن ثم البحث عن هدف التأهل. وما يتمناه الشارع الرياضي السعودي أن يخطف الشباب والهلال بطاقتي التأهل إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا، والفريقان قادران على فعل ذلك بما يملكانه من عوامل تفوق على منافسيهما، ولا سيما فريق الهلال. وإذا ما كان هناك من شيء أخشاه على الشباب، فهو عدم وجود جمهور قدر عدده حسب إحصائية الملعب ب«9 آلاف مشجع»، وهذا عامل مهم سيفقده الشبابيون في لقاء الإياب، والشيء الآخر، فقد اللاعبين لروح وإصرار لقاء الذهاب. وهنا يأتي دور الجهاز الإداري، ويأتي دور التحفيز والتشجيع، ورفع الروح المعنوية للاعبين، وإبعادهم عن ضغوط المباراة المقبلة، والتعامل معها على أنها مباراة جديدة يتطلب فيها الفوز، ولا شيء غيره. [email protected]