كسا أمير الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز المنطقة أمس (الأربعاء) عباءة الرواء وخلع عنها جبة العطش عبر رعايته توقيع عقدي تصنيع وتوريد وتنفيذ نظام نقل المياه المحلاة من خزانات الشهداء في الطائف إلى منطقة الباحة، بكمية أولية مقدرة بنحو 40 ألف متر مكعب يومياً ستغطي الكثير من حاجات أهالي المنطقة خلال عامين. وثمّن أمير الباحة لوزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين إسهام وزارة المياه والكهرباء في تأمين عنصر أساسي من عناصر الحياة لأهالي المنطقة، مؤكداً أن كمية المياه المقررة حالياً والمعتمدة في المشروع كافية مع الأخذ في الاعتبار التوسع في زيادة الكمية فور زيادة حال الاحتياج من دون أية عقود إضافية أو أية مشاريع أخرى، لافتاً إلى أن الدراسة قائمة ومستمرة لرصد حاجة المنطقة من المياه. وأوضح أمير الباحة في المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس (الأربعاء) بعد توقيع عقدي تصنيع وتوريد وتنفيذ نظام نقل المياه المحلاة من الطائف إلى الباحة بكلفة تصل إلى 1.62 بليون ريال، أن المنطقة بحاجة إلى كمية أكبر مما سيتم ضخه خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الدراسات التي أجرتها وزارة المياه بشأن حاجة المنطقة لمحطة تحلية سعت إلى تحقيق الهدف بصرف النظر عن الوسيلة، إذ إن الوسائل كثيرة والغاية واحدة، وجميعها تهدف إلى إيصال المياه للمنطقة سواء من الشعيبة أو حتى من الشقيق أو عبر إيجاد محطة خاصة في الباحة متى ما استدعى الأمر، مؤكداً أن الغر ض توفير المياه الكافية خصوصاً في حال المعاناة من نقصها، مشيداً بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين في سرعة تلبية حاجة المنطقة من المياه، مجدداً تأكيده على أنه متى ما احتاجت الباحة محطة تحلية خلال الأعوام المقبلة فلن تتردد الدولة في تبني هذا الخيار كأحد الحلول المطروحة. وناقش الأمير مشاري مع وزير المياه والكهرباء مشاريع الصرف الصحي وشبكات المياه، كاشفاً تعهد الوزير وتطمأنته ببذل الوزارة أقصى جهودها لتأمين ما تحتاجه المنطقة من المشاريع وإيجاد الحلول العاجلة لكل المعوقات. ولم يتبرم أمير الباحة من مطالبة الإعلاميين بمنحهم فرصة فتح حوار موسع معه، مطالباً بمنحه الفرصة لإكمال تصوره عن المنطقة لتكون إجاباته مواكبة للتطلعات وخالية من التكرار. من جانبه، أوضح وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين أن ما تم إنجازه من مشروع محطة الصرف الصحي المعتمدة منذ خمسة أعوام يصل إلى قرابة 70 في المئة من مشروع محطة الصرف الصحي، لافتاً إلى أن الوزارة اضطرت إلى إجراء تغيير جذري في المشروع نظراً إلى تغيير موقع محطة المعالجة ما تطلب إحداث تعديل كامل في المشروع مما تسبب في تأخيره. وحول مساندة السدود في إمكان تأمين المياه إلى جانب ما سيضخ من محطة الشعيبة، أشار الوزير إلى أن في الباحة يوجد 40 سداً مقامة وتحت التنفيذ تخدم جميع الأغراض في التغذية الزراعية ومياه الشرب وتغذية الآبار. وفيما يتعلق بعدم إيصال المياه للمنازل من طريق الشبكة الأرضية، أرجع وزير المياه والكهرباء ذلك إلى شح الموارد المائية خلال الفترة الماضية، مفضلاً الحصول على المياه من المناهل والأشياب في ظل محدودية الكمية، واعداً الأهالي بضخ المياه إلى المنازل مع توفر الكميات المعتمدة. وأوضح الحصين أن البدء الفعلي لضخ 40 ألف متر مكعب من المياه إلى الباحة من طريق الشعيبة سيتم خلال عامين، لافتاً إلى أنه يتم حالياً ضخ 10 آلاف متر مكعب يومياً، لحدوث تعديلات في توصيلات الأنابيب، مؤكداً أنه سيتم رفع الكمية خلال الأشهر المقبلة إلى 15 ألف متر مكعب، مشيراً إلى أن أمد العقد الذي تم توقيعه في الإمارة 28 شهراً، إضافة إلى ضخ 40 ألف متر مكعب من مياه عردة، و27 ألف متر مكعب من مياه سدود ثراد والعقيق والجنابين، ما يؤمن للمنطقة ما مجموعه 120 ألف متر مكعب من المياه، نافياً ارتفاع رسوم عدادات المياه والكهرباء أونقصها، أو ارتفاع نسبة الرسوم لأن الزيادة ترتبط بقرار من مجلس الوزراء. وعن تحديد وزارة المياه والكهرباء عام 1460ه تاريخاً محدداً لاكتفاء المنطقة من المياه، كشف الوزير الحصين أن النظام المخصص للباحة مصمم لتلبية حاجات السكان مستقبلياً في مدينة الباحة والمحافظات والمراكز المستفيدة حتى عام 1460ه ، موضحاً أن سد عردة الجاري تنفيذه يستوعب 70 مليون متر مكعب ويمكن أن يؤمن للمنطقة 200 ألف متر مكعب يومياً، إضافة إلى المصادر الأخرى من السدود والآبار. من جهة أخرى، تضمنت العقود التي شهد توقيعها أمير منطقة الباحة في مكتبه في الإمارة بعد ظهر أمس (الأربعاء) في حضور وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، توقيع عقدي تصنيع وتوريد وتنفيذ نظام نقل المياه المحلاة من خزانات الشهداء في الطائف إلى منطقة الباحة بمبلغ إجمالي يقدر بنحو 1.62 بليون ريال، وتضمن العقد الأول تنفيذ نظام نقل المياه عبر خط أنابيب قطره 40 بوصة وبطول 217 كيلو متراً، إضافة إلى الأنظمة اللازمة لنقل المياه المحلاة بطاقة تصميمية قدرها 80 ألف متر مكعب يومياً، وذلك لتغذية مراكز سديرة وشقصان وغزايل والمدينة العسكرية في حضن وينتهي عبر محطة الضخ في خزان مدينة الباحة سعة 80 ألف متر مكعب بكلفة قدرها 892 مليون ريال، إضافة إلى تأسيس نقاط توزيع مستقبلية لتغذية محافظات تربة ورنية والخرمة من خلال خمسة خزانات سعتها الإجمالية 116 ألف متر مكعب، وصممت الأنظمة لتلبية حاجات السكان في المحافظات والمراكز حتى عام 1460ه وتمت ترسية عقد هذا المشروع على تضامن «الشركة العربية السعودية لمشاريع الأنابيب» و«شركة جياهند بروجكت ليمتد» الهندية. فيما يكمل العقد الثاني المشروع الأول من خلال تصنيع الأنابيب من الحديد الكربوني بطول 217 كيلو متراً وبقطر 40 بوصة، إذ تبلغ مدة تنفيذ المشروع 15 شهراً، وتم ترسية هذا العقد على شركة «قروب فايف السعودية للأنابيب» بكلفة إجمالية بلغت 170 مليون ريال. يذكر أن هذا المشروع سينقل جزءاً من إنتاج محطة التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية في الشعيبة المرحلة الثالثة إلى منطقة الباحة وبعض مراكز جنوبالطائف والتي أنشئت بمشاركة القطاع الخاص وطاقتها الإنتاجية 880 ألف متر مكعب يومياً من المياه المحلاة إضافة إلى الطاقة الكهربائية.