رفعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أمس (الأربعاء) خطابات حملت صفة «العاجلة» إلى ثلاثة جهات رسمية، أبدت فيها قلقها من انبعاث الغازات والأدخنة المتصاعدة من أحد الشوارع الفرعية في حي العوالي (شرق مكةالمكرمة) والعمل على احتواء الظاهرة عاجلاً. وطالبت الرئاسة في خطاباتها كلاً من إمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئة المساحة الجيولوجية وشركة الكهرباء بضرورة الوقوف على واقع منطقة انبعاث الأدخنة وتوضيح الأسباب ووضع الحلول. وأوضح نائب الرئيس العام للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة صالح الشهري ل«الحياة» أنه وقف شخصياً على موقع انبعاث الغازات والأدخنة في حي العوالي وشاهد الانفجارات التي تحدث بين الفينة والأخرى الأمر الذي استدعى مخاطبة إمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئة المساحة الجيولوجية وشركة الكهرباء بصورة عاجلة للوقوف على الموقع وتوضيح حقيقة تلك الانبعاثات الدخانية والغازية ومعرفة الأسباب والمسببات لانجلاء الأمر الذي صعّب على الأهالي وأثار فزعهم وهلع أبنائهم. وقال: «إن التصور الأولي الذي أبداه مستشارو وخبراء الأرصاد، أنه من المتوقع أن تكون هناك كيابل كهربائية وصلت إليها المياه الجوفية الموجودة في الحي، وبالتالي نشأت هذه الظاهرة، كما قد تكون هناك أسباب أخرى لا يعرفها إلا المختصون والخبراء في هيئة المساحة الجيولوجية». وقال سعيد الزهراني (أحد سكان الحي): «إن الحي شهد منذ نحو شهرين انشقاق أحد الشوارع الفرعية، وتصاعد الأدخنة التي تتشكل على لونين، فتارة تكتسب اللون الأحمر القاني، وأخرى اللون الأسود، ولها رائحة الكبريت، إضافة إلى أنها مصحوبة بدوي إنفجارات تكون مكبوته تحت الأرض، إذ يُسمع دويّها داخل المنازل». وأضاف الزهراني: «إن تفاصيل الحادثة بدأت في أوائل شهر رمضان الماضي عندما استيقظت في الساعات الأولى من الفجر على دوي انفجار منزلي، الأمر الذي دعاني للخروج متوقعاً أن حادثة سير وقعت، أو سقوط صخرة من الجبل، لكنني لم ألحظ شيئاً». وتابع حديثه: «عند خروجي من المنزل فجراً، مررت بجوار حفرة صغيرة في قارعة الطريق، لم أعطها اهتماماً، ولكن بمجرد أن تجاوزتها، حدث انفجار من داخل الحفرة، تصاعدت على إثره منها أدخنه غريبة، ورائحة نفاثة، ففزعت واجتمعت مع الأهالي للنظر في هذا الأمر المفاجئ الذي داهم حينا». ويلتقط الحديث جاره علي الزهراني، مشيراً إلى أنهم تعودوا سماع تلك الانفجارات ودويها بين الوقت والآخر، موضحاً أنهم أصبحوا يخافون على أنفسهم وأهليهم وأولادهم من هذه الظاهرة التي تتسارع مع الوقت في كثرة إنفجاراتها، وخروج الأدخنة والغازات من باطن الأرض. وزاد: «إن الذي يشاهد الحفرة التي تخرج منها تلك الأدخنة والغازات، يلاحظ داخلها الأتربة وهي في حال غليان، وبعد وقت قصير تلفظ الحفرة تلك الأتربة إلى الخارج في صورة انفجار مصحوبة بأدخنة وغازات».