ملابس تنكرية، وألعاب زوجية، وعطور وزيوت «مُثيرة»، وأقلام مُضيئة، ومفارش مكتوب عليها عبارات «حميمية»، وأشياء أخرى تعرضها «أم أبرار» في متجرها المتخصص في بيع «الرومانسيات»، الذي يُعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية.على باب المحل يقف زوجها أبو أبرار، حارساً، فالمحل الذي افتتح قبل 15 شهراً، لا يُسمح بارتياده إلا للنساء، و«النساء فقط»، كما تؤكد على ذلك أم أبرار، التي بدأت هذا النشاط التجاري من خلال شبكة الإنترنت، إلى أن قررت افتتاح المحل، بعد أن «استكملت الإجراءات الرسمية كافة». تقول: «واجهت عدداً من التحديات، منها اعتراض بعض الجهات على وجودي في المحل للبيع، وطلبهم أن يتولى رجل مهمة البيع، إلى أن وصلنا إلى تسوية، بحيث يكون زوجي حارساً للمحل، لمنع دخول الرجال»، لافتة إلى «اعتراضهم على عبارات مكتوبة على بعض البضائع، وأحياناً على السلعة بشكل عام، ولكننا لم نصل إلى حلول لهذه الاعتراضات»، مضيفة أن «بضاعتي تأتي عن طريق الشحن البحري والجوي، وجميع تعاملاتي النقدية تتم عن طريق المصارف». وإذا كانت الإجازات والأعياد هي «مواسم الذروة» لدى أم أبرار، فإن أشهر الدراسة هي «موسم الركود والكساد»، ولكنها تقول: «هناك سيدات يتصلن أسبوعياً للسؤال عن وصول بضائع جديدة»، مضيفة أن «عدداً من الزوجات ينقلن لي فرحة أزواجهن بالأشياء التي حصلن عليها من المحل»، وتعتقد أم أبرار أنها تسهم في «إعادة الحياة للزوجين، وذلك عن طريق التجديد والتغيير». وإذا كان البعض يُحرم «الرومانسيات»، ويوجه نقداً «لاذعاً» للمتعاملات في هذا المجال، فإنها تراها «من باب التجديد والتغيير بين الزوجين، ضمن الإطار الشرعي، فالحياة الزوجية بحاجة إلى التجديد، لتفادي الملل»، وتلفت إلى أن الكثير ممن يتعاملن معها، «أبدين ارتياحهن لافتتاح المحل، عوضاً عن التسوق عبر «الإنترنت»، لأن وصول الطلبيات إلى المشتري يستغرق فترة من الزمن، كما أنهن في المحل يتسوقن بكل حرية، ومن دون حرج». وتجزم أن المرأة «حققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال، على رغم التحديات التي تواجهها هذه المهنة». وتملك أم هيثم، متجراً ل«الرومانسيات»، ولكن في شبكة الإنترنت، تقول: «عملنا أشبه بالشبكة، إذ تتداول البضاعة بين بعضنا البعض، عن طريق التوصيل البري داخل البلاد، ولا أعلم عن كيفية جلبها من الخارج»، وتشير إلى أنها «في كل مرة أقوم فيها بعرض بضاعتي عبر «الإنترنت»، أواجه ردوداً غاضبة من سيدات يرين أن بضاعتي «حرام»، وأنها ثقافة دخيلة على الحياة الزوجية، وكل سيدة تدخل في مجال بيع الرومانسيات الزوجية تواجه النقد، وأحياناً الشتائم، أو الوعظ والنصح». في الجانب الآخر ترى الاستشارية الأسرية افتخار آل دهنيم أن «العلاقة الزوجية لها قدسية كبيرة، وهي أيضاً اتصال روحي، ومعالجة المشكلات الزوجية الأسرية بهذه الوسائل حلول موقتة، فالعلاج يبدأ بين الزوجين، عن طريق فتح ملف المشكلة، ومعالجتها بالحوار والسلوك المُمارس بين الزوجين، وليس عن طريق ما يروج له على شبكات الإنترنت، وإلا لما كان هناك تباين في ردود الأفعال، فبعض الرجال يروق له ذلك، والبعض الآخر يمتهن ما تقوم به زوجته، ويرفضه، وقد تفسر الزوجة ذلك على أن زوجها لا يحبها، إلا أن الزوج في هذه الحال يكون مستنكراً لما قامت به الزوجة»، مشيرة إلى أن انتشارها أدى إلى عدد من المشكلات الزوجية. وعلى رغم تأكيدها على أهمية الرومانسية ك «شريان للحياة الزوجية»، إلا أنها ترفض اعتبارها «الحل الوحيد للمشكلات بين الأزواج». وأكدت على المرأة أن «تفهم الرجل، أياً كانت شخصيته، وتحدد نمطها، والطريقة التي يجب أن تعامله بها، أو تختار اللغة التي تحاوره بها، وليست أي امرأة تستطيع أن تحدد نمط شخصية زوجها، فقد يجمع نمطين أو ثلاثة أنماط، وعلى المرأة أن تقرأ حياة الرجل، كما على الرجل أن يقرأ المرأة، خصوصاً عالمها الداخلي، وطبيعة تفكيرها، وتقلبها، وأطوارها». ورفضت مطالبة المرأة بأن تصبح على نمط واحد، و«كأننا نطالبها بالخروج عن طبيعتها، ولكن عليها أن تقرأ الرجل وطريقة تفكيره، لتلبي حاجاته الفطرية، لأن حاجة الزوج للجنس حاجة جوع، مثل حاجته للطعام والشراب، أما الزوجة فحاجتها تكون بسبب العاطفة»، مؤكدة أنه في مؤسسة الزواج «يتحد جسد الرجل مع جسد المرأة، ليكونا أقوى ارتباط، لأنه يشكل الجمع بين الأرواح، وكل روح على شاكلتها، وكلا الزوجين يقدمان على علاقة شرعية منظمة من الله، وليس من صناعة البشر، لذلك أحذر من تقليد صناعة البشر».