«الحياة»، رويترز، أ ف ب - سرّعت موسكو تحركاتها لتحقيق «اختراق واسع» عبر استئناف المفاوضات الفنية مع الأميركيين في جنيف ومحادثات مسؤولين عسكريين مع قادة فصائل حلب برعاية تركية في أنقرة «بحثاً عن صفقة في حلب»، بالتوازي مع رعاية الجيش الروسي «مصالحات» ريف دمشق، في وقت فتحت القوات النظامية السورية ثغرة جنوب شرقي المدينة بعدما صدت الفصائل هجوماً في حي الشيخ سعيد شرق المدينة. (للمزيد) وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تبادل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «بعض الأفكار» حول حلب خلال لقائهما في روما أمس، على أن يتم بحثها في شكل تفصيلي بلقاء خبراء البلدين في جنيف، قائلاً إن الوضع «العاجل» في حلب يتطلب عدم الانتظار لقدوم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب. وعلى رغم التكتم الروسي على تفاصيل المحادثات الجارية في تركيا بين عسكريين روس وممثلين من بعض الفصائل المسلحة في حلب بوساطة تركية، أفادت مصادر ديبلوماسية بأنها لا تستبعد تحقيق «تقدم ملموس» خلال الأيام المقبلة، وقالت المصادر ل «الحياة» إن التوصل الى اتفاق يقلص النشاط العسكري ويسمح بخروج مجموعات من المسلحين من حلب قبل اجتماع باريس سيكون خطوة مهمة لمواجهة التحركات الغربية الضاغطة على روسيا، ووضع آلية عملية لتخفيف معاناة المدنيين». وتسعى موسكو الى تحقيق اختراق قبل الاجتماع الوزاري ل «أصدقاء سورية» في باريس في العاشر من الشهر الجاري. وكانت شبكة «سمارت» المعارضة أكدت أمس، اجتماع ممثلين عن الفصائل المقاتلة وروسيا برعاية تركية في أنقرة «من دون التوافق على إجراءات حول مستقبل الأحياء الشرقية في حلب». وقال مسؤول معارض: «هناك مماطلة شديدة من الروس. الدول العربية والولايات المتحدة إذا ما دخلت على الخط نحن أمام مأساة حقيقية إذا الأمور استمرت على الوتيرة ذاتها». ويعتقد بأن المفاوضات تتناول خروج عناصر «فتح الشام» (جبهة النصرة) من شرق حلب في مقابل وقف القصف. لكن روسيا غالباً لا تميز بين «النصرة» وفصائل إسلامية أخرى. وحض وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو في بيروت على ضرورة التوصل الى وقف للنار في سورية. وجاء إعلان القيادة العسكرية الروسية في قاعدة «حميميم» عن تفاصيل الصفقة الخاصة بخروج المسلحين من بلدة خان الشيح في ريف دمشق، ليضع «نموذجاً» للصفقة التي تسعى موسكو الى إنجازها. وقال بيان لمركز المصالحة الروسي أن 3010 أشخاص، بينهم 1846 مسلحاً و1164 من أفراد عوائلهم، غادروا بلدة خان الشيح على متن حافلات قدمتها السلطات السورية، وتوجهوا إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، متوقعاً نقل 100 مسلح آخر و300 من أفراد عوائلهم إلى إدلب خلال أيام. وتحدث عن تسليم الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي كانت لدى المسلحين الى الجيش السوري. وكانت روسيا اعتبرت في وقت سابق أن «سيناريو داريا يُعد نموذجاً، وينبغي أن ينسحب على البلدات والمدن التي تسيطر عليها المعارضة». لكن اوساطاً إعلامية روسية شككت في نجاح الجهود الجارية، خصوصاً أن موسكو تعتبر غالبية الفصائل الناشطة في حلب إرهابية. وقال لافروف أمس، أن روسيا «لا تزال تؤيد مقترح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، حول إخراج الإرهابيين من شرق حلب» على رغم «غموض الفكرة المقترحة»، مشيراً الى أن «اطرافاً لديها مصلحة في أن تبقى حلب تحت سيطرة الإرهابيين عرقلت حتى الآن تنفيذ الفكرة». كما جدد لافروف اتهام «المطالبين برحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد بعرقلة المفاوضات لأكثر من نصف عام»، بعد قول جاوش أوغلو في بيروت أمس أن الأسد «لا يصلح» للرئاسة بعد مقتل 600 ألف سوري وتأكيد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد. ميدانياً، قال «المرصد» أن «القوات النظامية مدعمة بالمسلحين الموالين تمكنت من تحقيق تقدم جديد في القسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية، والسيطرة على منطقة المعصرانية، إضافة الى تمكنها من التقدم الى الأطراف الشرقية من حي باب النيرب، في شرق القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية لمدينة حلب»، بعدما باتت الفصائل تسيطر على نحو 70 في المئة من حي الشيخ سعيد «على رغم استماتة قوات النظام والمسلحين الموالين لها بغطاء صاروخي مكثف للسيطرة على كامل الحي».