على بعد 100 كيلومتر من مدينة الدمام، وعلى ساحل الخليج العربي، يقبع عملاق الصناعات البتروكيماوية على مساحة تمتد إلى أكثر من 600 هكتار، تبرز مدينة الجبيل، عاصمة الصناعات البتروكيماوية والتحويلية العالمية، والتي تستعد لبدء مشوار التريليون الثاني، من خلال تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لحزمة من المشاريع الاقتصادية المهمة. المدينة التي تحولت خلال ثلاثة عقود إلى قلعة الصناعات الأساسية في المملكة، وأحد أهم دعامات الاقتصاد السعودي، وتتضمن تجمع ضخم يمتد على مساحة ألف كيلومتر مربع، والتي تعتبر عاصمة مهندسي البتروكيماويات، وقبلة الشركات العالمية. الجبيل الصناعية تستعد لدخول مرحلة اقتصادية مهمة جداً، من خلال تدشين ووضع حجر أساس لجملة من المشاريع الصناعية والتنموية، التي تتضمن مدينة رأس الخير، التي ترفع حجم الاستثمار في الجبيل وينبع ورأس الخير، يتجاوز تريليون ريال، معلنة ذلك التحول على عالم صناعي حضاري جديد باهر، يدفعها لتزعم الصدارة على قمة الصناعات البتروكيماويات العالمية، والتعدين والتكرير في العالم بقيادة عملاقي النفط والبتروكيماويات في العالم شركتي أرامكو وسابك. وتتميز مدينة الجبيل الصناعية بتشييدها على طراز معماري فريد يجمع بين القيم الإسلامية والتقاليد السعودية العريقة ووسائل الحياة العصرية الحديثة وفقاً لخطة تضمنت جميع التصورات للبناء والتطوير، والتي قامت على تحويلها إلى قاعدة صناعية واقتصادية صلبة لتحقق بذلك إحدى قواعد تنويع مصادر الاقتصاد الوطني. من خلال تحقيق العديد من المنجزات الاقتصادية خلال السنوات الماضية عبر مسارها الصناعي الرائد ويأتي أهمها تجاوز حجم الإنتاج من المواد البتروكيماوية المصنعة توقعات خطة 1984 بزيادة 80 في المئة، وتناهز صادرات الجبيل 60 في المئة من صادرات المملكة غير النفطية، وتحتل المدينة الصدارة بالمملكة من حيث إجمالي الاستثمارات والمشاريع التضامنية مع رؤوس الأموال الأجنبية، وتناهز استثمارات المدينة 50 في المئة من إجمالي الاستثمارات بالمملكة، كما تعد مدينة الجبيل الصناعية رائدة في مجال توظيف السعوديين في القطاع الصناعي على مستوى المملكة، حيث تصل نسبة السعوديين إلى 33 في المئة. الجبيل الصناعية على موعد مع التريليون الثاني، وهو ما أعلنه رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن ثنيان، الذي أكد أن مدينة الجبيل الصناعية تمكنت من استقطاب استثمارات بقيمة تريليون ريال.