أعلنت روسيا الأربعاء أنها تنتظر توضيحات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد إعلانه الثلثاء أنه يريد «وضع حد لحكم الطاغية» بشار الأسد في سورية. وصرح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: «أنه تصريح بالغ الخطورة يتنافى عموماً مع كل تصريحاته السابقة». وأضاف: «نأمل بالتأكيد أن يزودنا حلفاؤنا الأتراك في أقرب وقت بعض التوضيحات حول هذا الموضوع». وأكد أردوغان الثلثاء خلال اجتماع في إسطنبول أن الجيش التركي الذي ينفذ منذ الصيف عملية عسكرية في شمال سورية لديه هدف واحد «وضع حد لحكم الطاغية الأسد (...) ولا شيء آخر». ومنذ آب (أغسطس)، يواصل الجيش التركي عمليته في سورية الهادفة إلى طرد الجهاديين من المناطق القريبة من الحدود وصد تقدم المقاتلين الأكراد السوريين. وبدعم من تركيا، تمكنت فصائل سورية معارضة من استعادة معقلي تنظيم «داعش» في جرابلس والراعي فضلاً عن مدينة دابق التي تكتسي أهمية رمزية للمتطرفين. الأسبوع الفائت، حملت هيئة الأركان التركية النظام السوري مسؤولية مقتل أربعة جنود أتراك في سورية، وذلك للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية لأنقرة. وهذا الحادث كان في صلب مكالمة هاتفية الجمعة بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن الجيش التركي أول من أمس فقدانه الاتصال بجنديين شمال حلب كانا ضمن وحدة تدعم فصائل سورية معارضة ضد «داعش». إلى ذلك، طلبت نيابة تركيا فرض 30 حكماً بالسجن المؤبد بحق زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم و67 شخصاً آخرين اتهمتهم بالتورط في اعتداء في أنقرة هذه السنة نسب إلى المقاتلين الأكراد، وفق وسائل الإعلام التركية. ويشارك مسلم في رئاسة حزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السياسي لوحدات حماية الشعب الكردي التي تقاتل تنظيم «داعش» شمال سورية بدعم من واشنطن. ويحاكم مسلم و67 شخصاً في إطار الاعتداء الذي استهدف عسكريين أتراكاً في شباط (فبراير) وخلف 29 قتيلاً. وطلب المحققون إنزال 30 مؤبداً بكل من المتهمين على أساس 29 مؤبداً عن كل قتيل ومؤبد بتهمة «المساس بأمن الدولة» وفق وكالة أنباء الأناضول. وأعلن فصيل «صقور حرية كردستان» المنشق عن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الاعتداء لكن المحكمة اتهمت حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي بالتخطيط له. وتعتبر أنقرة المنظمتين «إرهابيتين». وبعد تحقيق سريع اعتبرت النيابة الكردي السوري صالح نجار منفذ الاعتداء وأنه على صلة بوحدات حماية الشعب الكردي. وتخشى تركيا إقامة منطقة حكم ذاتي في شمال سورية على حدودها وتواصل استهداف وحدات حماية الشعب الكردي التي تتلقى الدعم من واشنطن. حجاب واستقبل وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في أنقرة أمس المنسق العام ل «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب حيث «بحثا في سبل وقف تصعيد نظام الأسد والقوات الروسية والإيرانية في مدينة حلب والانتهاكات الخطيرة التي ترتكب، وأكد الطرفان ضرورة رفع الحصار عن المدينة وإيصال المساعدات الإنسانية في شكل فوري للمحاصرين وفق القرار الأممي 2254، بالإضافة إلى زيادة الدعم لقوات الجيش السوري الحر». وأفادت «الهيئة» في بيان أن حجاب «نوه بالديبلوماسية التركية وعملية «درع الفرات» التي كان لها دور هام في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وفي محاربة تنظيم «داعش»، إضافة إلى إحباط المخططات الانفصالية للمجموعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنف على قوائم الإرهاب العالمي في الشمال السوري». وزاد: «عملية درع الفرات أحيت الأمل لدى السوريين بإمكانية إنشاء منطقة آمنة تحميهم من القصف العشوائي وتوفير الحماية لهم»، مضيفاً: «كنا نتكلم عن عجز المجتمع الدولي واليوم نتحدث عن شلل دولي تام إزاء الانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات الأسد والقوات الروسية والإيرانية».