أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة قبل الأعياد لما فيه مصلحة اللبنانيين». ونقل نواب عنه أمس، إشارته إلى أنه «قدم كل التسهيلات لتأليف الحكومة، والعقدة ليست عندي بل في مكان آخر». ولفت إلى أنه «من بداية عملية التأليف أبدينا حرصنا على كل ما يؤدي إلى ولادة الحكومة، وانتقلنا من تشكيلة ال30 وزيراً إلى تشكيلة ال24، وقبلنا التخلي عن حقيبة وتحويلها وزارة دولة لتسهيل العملية، فالمشكلة ليست عندنا ونحن ننتظر». وما لم يقله بري، قاله عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب أيوب حميد، معلناً أن من يطالب بري «بتقديم التنازلات يمكنه هو أن يقدم عليها». وقال: «قلنا منذ أسبوعين إن هناك عقداً تتعلق بالاتفاق المكتوب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والذي لم يستطع الرئيس المكلف (سعد الحريري) حتى الساعة تجاوزه نتيجة تشدد طرفي هذا الاتفاق في ما يتعلق بتفاهمهما قبل انتخاب الرئيس ميشال عون». ورأى أن «التيار والقوات أساس المشكلة في تأليف الحكومة، وتكمن الحلحلة في تجاوز هذا الاتفاق لتسهيل عملية المشاركة الحقيقية لكل الأطياف». وأعلن أنه اتفق منذ البداية على أن تكون تركيبة الحكومة شبيهة بالحكومة الحالية مع رتوش. وأكد «رفض تحجيم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية». وقال: «الله يحصن التيار من بعض الدخلاء الجدد الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة بيننا وبين الجنرال وبين المكونات اللبنانية». وفيما نقل النائب قاسم هاشم عن بري أنه «كان أكثر إيجابية مما يعتقد البعض، والمعنيون بالتشكيل يعرفون أين العقدة ويمكنهم حلها، والموضوع هو قانون الانتخابات وما وراءه». أما النائب علي خريس، فأشار إلى أن «التأخير في التشكيل هو لاستنزاف الوقت بحيث لا يكون ثمة إمكان لإقرار قانون للانتخاب». وعن حقيبة التربية وإسنادها لفريق «المردة»، قال: «ليقولوا إنهم يعطون حقيبة وزارة التربية لفرنجية، ونحن نحل القصة، ويمكن أن نعطي حقيبة وزارة الأشغال لسليمان بك». وهنا نقل النواب عن بري تشديده على ما كان طالب به سابقاً، وهو حقائب المال والأشغال والتربية، و«هو يتدبر أمره مع الوزير فرنجية، إما يقنعه بالتربية وإما يصار إلى تبادل الحقائب بين الأشغال والتربية». وفي إطار المشاورات الجارية، التقى الرئيس الحريري في مقره رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل. ووصفت مصادر كتائبية اللقاء ب «الإيجابي». وأشارت إلى أن الحديث تناول العراقيل التي تحول حتى الساعة دون تشكيل الحكومة، وأن الجميل نوّه بالمواقف التي أطلقها الرئيس الحريري في مؤتمر تيار المستقبل». والتقى الحريري وزير الزراعة أكرم شهيب الذي قال انه بتكليف من وليد جنبلاط «بحثت مع الرئيس الحريري في موضوع إيجاد حل لأزمة النفايات في منطقتي الشوف وعاليه». وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، بعد زيارته رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام أن «لبنان لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير في التشكيل لا اقتصادياً ولا سياسياً، علماً أن التأخير يؤدي إلى التآكل في انطلاقة العهد وإلى «تبخيس» لموقع رئيس الحكومة». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن «العرقلة الحكومية ذات بعدين، إقليمي وداخلي، والعقد ليست مستعصية لكنها ذات خلفية سياسية، والحل يكون في السياسة وليس في توزيع الحقائب». وأكد أن الحريري «يواجه هذه المعضلة بجهد ثابت وجهد سياسي كبير لحلحلتها». وشدد على أن «ما من حقيبة مكرسة باسم فريق دون آخر، والنقاش التفصيلي يقوده الرئيس المكلف شخصياً». ولفت عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب، إلى أن «ظاهر العقدة هو التمثيل الوزاري للكتل النيابية إنما بالفعل هناك معركة سياسية تحصل لم تتضح أهدافها بعد»، معتبراً أن «استمرار التعثر غلاف لخلاف سياسي».