ذكر علماء أمس (الاثنين) أن المياه الدافئة حول الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا دمرت ثلثي منطقة شعاب مساحتها 700 كيلومتراً، خلال الشهور التسعة المنصرمة، في أسوأ تكلس يسجل في الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي. ويوجه اكتشاف التدمير في شمال الحاجز ضربة قوية إلى السياحة في المكان الذي أفاد تقرير في عام 2013، بأنه يدر نحو 3.9 بليون دولار سنوياً. وقال الأستاذ الباحث في جامعة "جيمس كوك" أندرو بيرد، الذي شارك في إجراء مسح للشعاب المرجانية: "إن الشعاب المرجانية تهترئ". وأضاف أن هذا التكلس هو أكبر ما جرى تسجيله في أي مكان، ويرجع ذلك إلى مساحة الحاجز المرجاني العظيم الذي يغطي 348 ألف كيلومتر مربع، فهو أكبر حاجز مرجاني في العالم. ويحدث التكلس بسبب دفء سطح المياه في المحيط، وهي ظروف مواتية تدفع الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب منها، الأمر الذي يؤدي إلى تكلسها. ويمكن للشعاب التي تتكلس قليلاً التعافي إذا انخفضت درجات الحرارة، الأمر الذي أوضحه المسح، إذ حدث هذا الأمر فعلاً في الأجزاء الجنوبية من الحاجز حيث تكون فرص بقاء الشعاب المرجانية حية أكبر. وكانت "لجنة التراث العالمي" التابعة ل"منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونيسكو) أحجمت عن إدراج الحاجز المرجاني العظيم على قائمتها للمواقع "المعرضة للخطر" في أيار (مايو) الماضي، إلا أنها طلبت من الحكومة الأسترالية إفادتها بمستجدات التقدم الذي تحرزه في سبيل حماية الحاجز. وقال علماء المناخ إن زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الجو تحبس الحرارة الصادرة عن الأرض، ما يتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري. وتعد أستراليا من أكبر الدول المسببة لانبعاثات الكربون، لاعتمادها على مصانع تعمل بالفحم لتوليد الكهرباء. وقال عالم بيئي في حركة مناهضة للوقود الأحفوري تدعى "350 دوت أورغ"، تشارلي وود: إن "تغير المناخ يقتل الحاجز المرجاني العظيم". وأضاف إن "استمرار التعدين وحرق الفحم والنفط والغاز، يضر بالمناخ في شكل لا يمكن إصلاحه، فإذا أردنا لأطفالنا الاستمتاع بالحاجز المرجاني العظيم لأجيال قادمة، يجب علينا التحرك الآن لإبقاء الوقود الأحفوري في الأرض".