الرئيس الأميركي باراك أوباما يضغط ويضغطون عليه، فهو لا يستطيع إلا أن يستمر في إرسال الضمانات التي تبهج نتنياهو وفريقه الصهيوني الذي لا يشبع ولا يرتوي وتغم الفلسطينيين الذين لا يجدون إلا «الضغط والكبس، بعيداً من الكبسة السعودية الطيبة»! تقول الحكومة الأميركية إنها تمارس «ضغوطاً» على حكومة نتنياهو لتمديد تجميد الاستيطان مدة شهرين، وبالتالي استمرار محادثات السلام التي توشك أن تتوقف! ولهذا فهي، أي الحكومة الأميركية، تقدم من ضمن الضغوط «ضمانات» ترضي حكومة نتنياهو وحتى يستطيع أن يستمر في محادثات السلام الذي يرفضها جزء من مكونات حكومته! الحكومة الأميركية قدمت ضمانات عدة للذين يستولون على الأرض الفلسطينية حتى يتوقفوا مدة شهرين عن جلب المزيد من المستوطنين وبناء المزيد من المستوطنات من ضمنها: أن تلتزم الحكومة الأميركية بتزويد إسرائيل بأسلحة متطورة، وأن تلتزم بإحباط أي محاولة من المجموعة العربية لطرح الموضوع الفلسطيني على مجلس الأمن لمدة عام كامل! كما تلتزم بمنع الفلسطينيين من وضع موضوع الاستيطان كشرط أساسي للمفاوضات أو كملف منفرد، بحيث يكون موضوع الاستيطان على جدول المفاوضات كباقي المواضيع الأخرى. أي أن الضمانات تعطي للصهاينة المحتلين المجال ليستوطنوا في ما لا يملكون وفوق هذا كله تعطي لهم مكافآت تمكنهم من التشبث بما حصلوا عليه عن طريق الاستيلاء في مقابل شهرين من التوقف! أما السلطة الفلسطينية فلها أن تعد الزيتونات التي أقتلعت من أرضها والبيوت التي أخرج منها أصحابها لتضعها في موسوعة جنيس للأرقام التي لا تعد ولا تحصى! لن نقول إن الحكومة الأميركية تهتم برضا مكونات حكومة الصهاينة قبل مصلحة شعبها الذي انتخبها ويدفع لها الضرائب، التي بواسطتها تشترى تلك الأسلحة المتطورة لمصلحة الجيش الإسرائيلي، فهذا شأنها وحدها وشأن شعبها الذي يدفع ولكننا لابد أن نتساءل هل هناك ضمانات لعودة الأرض لأصحابها، أم أن مصيرهم مثل الزيتونات التي تعصر؟ [email protected]