فاز الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات بولاية أخرى مدتها خمس سنوات الجمعة بعد اقتراع رفضه خصومه بوصفه تزويراً مدبراً للإبقاء على الزعيم معتل الصحة في السلطة. وقال وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز في مؤتمر صحافي إن بوتفليقة حصل على 8 ملايين و332 ألف صوت أي ما يمثل 81.53% من الأصوات مقابل مليون و244 ألف صوت لمنافسه علي بن فليس أي ما نسبته 12.18% و3.36% لعبد العزيز بلعيد. ولفت إلى أن 23 مليون ناخب سجّلوا للاقتراع للانتخابات الرئاسية، وبلغ عدد المصوتين 11 مليون، وأن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 51.7%. وأوضح الوزير "أتحدث عن نتائج أولية وليست نهائية"، غير أنه من غير المتوقع أن تغيّر النتائج النهائية من حقيقة فوز بوتفليقة بولاية رابعة. وقبل إعلان الأرقام قال الوزير إن "الشعب هو صاحب السلطة ومالك السلطة يعطيها لمن يشاء"، مؤكداً أن التصويت جرى "من دون ترهيب وفي جو من الحياد التام". وقال بلعيز إن "التنافس كان تنافساً شريفاً بين المرشحين الستة، والانتخابات جرت في ظروف حسنة باستثناء المناوشات التي وقعت"، مشيراً إلى أنها "لا تؤثر على العملية الانتخابية، بل بالعكس تزيد من سخونة العملية وتزيد حماسة المرشحين". وأدلى بوتفليقة (77 عاما) بصوته وهو يجلس على كرسي متحرك أمس الخميس في ظهور علني نادر منذ اصابته بجلطة العام الماضي أثارت الشكوك فيما اذا كان الزعيم الجزائري الذي يحكم البلاد منذ 15 عاما في حالة صحية تسمح له بحكم البلاد. وفاز بوتفليقة بدعم من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الذي يهيمن على المشهد السياسي منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962 . ويشيد الموالون به لمساعدته في اخراج البلاد من حرب التسعينات مع الاسلاميين التي قتل فيها 200 ألف شخص ويخشى كثير من الجزائريين من مواجهة نوع الاضطرابات التي اجتاحت الدول المجاورة تونس ومصر وليبيا منذ انتفاضات "الربيع العربي" في عام 2011 . وقاطعت ستة أحزاب معارضة الانتخابات التي جرت الخميس قائلة إنها لن تؤدي إلى إصلاح نظام لم يشهد تغييرا يذكر منذ أيام حكم الحزب الواحد وهو حزب جبهة التحرير الوطني في السنوات الأولى بعد الاستقلال. ومرت عملية التصويت بسلام في العموم لكن في قريتين شرقي العاصمة أطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع واشتبكت مع شبان حاولوا تعطيل التصويت. وقال علي بن فليس المنافس الرئيسي لبوتفليقة الخميس انه تم انتهاك ارادة الشعب، مضيفاً انه لن يقبل ما يرفضه باعتباره تزويرا. وقال أنه يرفض تماما هذه النتائج. وحصل بوتفليقة على 90 في المئة من الاصوات في عام 2009 و85 في المئة في عام 2004 عندما زعم بن فليس وقوع تزوير.