أبدى كثير من المثقفين وزوار جادة سوق عكاظ، على اختلاف تنوعاتهم ومستوياتهم العلمية والثقافية إعجابهم الشديد بالفعاليات التي تجرى في ما يسمى بجادة عكاظ، وهو طريق مرصوف من الجانبين على مسافة تتجاوز الكيلو متر، تتوسطه ساحة رملية تستغل لتقديم عروض تنتمي لما يسمى بمسرح الشارع، ويعاد من خلالها تقديم تاريخ سوق عكاظ عبر ممثلين يرتدون أزياء قديمة ويتمنطقون بالسيوف ويركبون الخيول والجمال، فيما يستمع الجميع لصوت الراوي وهو يلقي المعلقات الشعرية وإلى أصوات الممثلين يقدمون شخصيات تاريخية، ارتبطت بسوق عكاظ منذ القدم. كما يمكن للحاضرين مشاهدة محاكاة للمبارزة بالسيوف ورؤية قوافل الجمال في عروض يمكن وصفها بأنها تمثل نوعاً من أنواع المسرح، وهو ما يعرف بمسرح الشارع، حيث يذهب العرض المسرحي الى الناس بدلاً من أن يأتي الناس إليه. وهذا ما يمكن ملاحظته بجلاء في جادة عكاظ، حيث الجميع رجالاً ونساء وأطفالاً يتابعون العروض باهتمام وفضول، خصوصاً مع التميز الملحوظ هذا العام من جهة الإخراج ومن جهة ملابس الممثلين وحسن أدائهم وجودة الصوت ولا يخدش هذا التميز والنجاح وجود بعض الملاحظات البسيطة، على إلقاء القصائد الشعرية حيث تكثر الأخطاء اللغوية. واعتبر عدد من الزوار جادة عكاظ فرصة أيضاً لعرض الكثير من الحرف الشعبية، التي يشارك فيها أكثر من 150 من الحرفيين والحرفيات، الذين يعرضون الكثير من الصناعات الشعبية القديمة، كما يوجد سوق مصغر للعسل والفواكه التي تشتهر بها مدينة الطائف. وعلى جانبي الجادة الكثير من أماكن الجلوس، التي تمكن زوار السوق من التقاط أنفاسهم وأخذ بعض الراحة، بخاصة أن المسافة ذهاباً وإياباً ليست قصيرة كما يوجد على جانبي الطريق العديد من اللوحات الصخرية المنقوش بها مقاطع من المعلقات الشعرية الشهيرة. يذكر أنه يشارك في العروض المسرحية والشعبية التي تقدمها الجادة، أكثر من 400 مشارك وستستمر هذه العروض طوال أيام السوق.