لحظة من فضلك!... أين أنت؟ وأين تعيش؟ وكيف تعيش؟ أين مكانك في هذه الحياة؟! لماذا أنت متوقف هنا في هذه الطريق ولفترة طويلة؟! لا تقف ساكناً حاول على الأقل واهتم بنفسك! لا شيء يتغير من تلقاء نفسه، فالماء الراكد يأسن، كن كالقطار يفكر بما هو جديد ومفيد، لا يقف أبداً إلا عند محطات التزود من الطاقة الإيجابية... فابدأ بالتقدم إلى الأمام. يُحكى أن شاباً ذهب إلى حكيم صيني، وطلب منه أن يمنحه طاقة إيجابية تعينه على تنفيذ ما يتمناه، فأحضر الحكيم ثلاث زجاجات، وملأ إحداها بالماء النقي، وترك الثانية فارغة، وملأ الثالثة بماء عكر، ثم طلب الحكيم من الشاب أن يتمكن من شرب الماء النقي من خلال الزجاجة التي تحتوي على الماء العكر، فما كان من الشاب إلا أن أفرغ الزجاجة الثالثة مما كان فيها من ماء عكر، ثم حاول تنظيفها من خلال الماء النقي الموجود بالزجاجة الأولى، وما تبقى من ماء نظيف قام الشاب بوضعه في الزجاجة الثالثة وشربه. بعد ذلك توجه الشاب إلى الحكيم بالسؤال عن مغزى هذا الأمر، فما كان من الحكيم إلا أن أخبره بأن الزجاجة الأولى المملوءة بالماء النقي هي ما يعبر عن آماله وطموحاته وما يسعى إلى تحقيقه في المستقبل، أما الزجاجة المملوءة بالماء العكر فهي ما يعبر عما بداخل هذا الشاب من تجارب وخبرات وبرمجة سابقة، وأن عليه أن يعيد النظر في تلك التجارب والبرمجة السابقة كي يعيد برمجتها بالشكل الصحيح وإلا فلن يستطيع تحقيق ما يتمناه. يقول صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خيرٌ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا ولكن قُل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»، رواه مسلم. أتعلم مَنْ الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحررك من قيودك السلبية؟... إنه أنت نفسك! تحرر من قيودك... غيِّر قناعاتك السلبية بقناعات إيجابية وراقب النجاح... عبر عن ذاتك، قدر قيمة ذاتك... اعرف أخطاءك وصححها... أنقذ نفسك... ضع لك هدفاً يوجه حياتك... اعثر على حياتك الحقيقية، تقبل ذاتك... امنح نفسك الدعم اللازم... افتح لك أبواباً للحياة وأفهم الحياة... امنح من القلب، وابحث عن قلب... عبر عن حبك بصدق... تعلم وثق بنفسك... اصفح... عبر عما بداخلك، كُن مُخلصاً... كُن صوتاً رقيقاً وابتسم بصدق من الأعماق، فحين تبتسم تُسعد نفسك أولاً وتُحسن إلى الذي تبتسم في وجهه... اسعد نفسك، لست ملزماً بحل كل مشكلاتك، لكن عليك أن تبدأ، كُن شجاعاً... اعرف اهتماماتك وابدأ بالتحرك وتحمل المسؤولية، وانطلق الآن، وصل تيار قلبك بالله عز وجل، وعش روح الحياة لا شكلها، واملأ حياتك بالأعمال التي تنفعك في الدنيا وتجد آثارها في الآخرة، يجعل حياتك تطول وتطول، إنها تطول بالسعادة التي يتركها العمل في نفسك، وتطول بالأجر الذي تنتظره من الله جل وعلا، يوم لا ينفع مال ولا بنون، استعن بالله ولا تعجز. يقول الله تعالى: (إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم. [email protected]