شهدت حفلة تخريج 812 طالبة في جامعة الملك فيصل في الدمام، مساء أول من أمس، غياب مظاهر احتفالية، كانت خريجات الجامعة يحرصن عليها خلال السنوات الأخيرة، وأبرزها ارتداء قبعات التخرج وحمل باقات الورد، التزاماً بقرار أصدرته إدارة الجامعة قبل أيام، يحظر هذه الممارسات. ولكن الجامعة عوضت عن ذلك، بإطلاق الألعاب النارية، فيما بادرت الخريجات إلى إطلاق البالونات الملونة في مكان الاحتفالية. فيما كشفت عميدة الدراسات الجامعية للطالبات الدكتورة دلال التميمي، عن توجه الجامعة إلى إدراج المزيد من التخصصات الجديدة في الجامعة والكليات التابعة لها، مبدية تفاؤلها بالواقع التعليمي الجامعي، الذي «بدأ يدرج عدداً من التخصصات الحديثة، التي تتواكب مع سوق العمل».وقالت التميمي خلال حفلة تخريج الطالبات اللاتي يمثلن الدفعة ال30 من الجامعة: «نستبشر كل عام بافتتاح قسم أو تخصص جديد، فها هي كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات تفتح أبوابها هذا العام، وتنضم إلى كليات الجامعة». وتوقعت أن تنضم إليها «نخبة من الطالبات، باعتبار التخصص جديداً، ويتناول تقنية المعلومات بفروعها كافة». واستعرضت التميمي أثناء كلمتها في حفلة التخرج التي رعتها حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز، في الصالة الخضراء، «القفزة» في عدد الخريجات التي تحققت منذ تأسيس الجامعة «في مثل هذا اليوم قبل 30 عاماً، احتفت أقسام الطالبات بتخريج 13 طالبة في كلية الطب، واليوم نخرج في كلية الطب آلاف الطالبات، ولا ننسى الاحتفال اليوم بتخريج باكورة طالباتنا في قسم العلاج الطبيعي بكلية العلوم الطبية التطبيقية، فهذا حدث سيضيف عدداً من الإيجابيات إلى مجتمعنا». ووجهت التميمي رسالة إلى الخريجات قائلة: «مسيرتنا مرتبطة في العلم، فأجعلن مسيرتكن بداية انطلاق ومنهاج عمل، واحذرن من توقفها عند حد». فيما عاهدت الخريجات عبر كلمتهن، الحاضرات كافة من أمهات وقيادات أكاديمية، ب «الاستمرار في العطاء والعمل، وتطبيق العلم». وعلى رغم الآمال التي أبدتها الخريجات في العثور على فرص وظيفية، إلا أن عدداً منهن بدأن في الالتحاق في دورات تدريبية، تمهيداً لتأسيسهن مشاريع صغيرة، مستبعدات تقديم طلباتهن إلى الوظائف الحكومية التي تعلن عنها وزارة الخدمة المدنية. وقالت الخريجة آلاء البسام: «ملفات التوظيف لن تنفعنا، فالعثور على وظيفة حكومية أصعب من العثور على إبرة في كومة قش، فهناك العشرات وربما المئات من حاملات شهادات الدكتوراه والماجستير لم يعثرن على وظائف، بينما المشاريع الصغيرة مضمونة العوائد، وأسهل تمويلاً». وأشارت عضو هيئة التدريس في الجامعة الدكتورة نورة مصطفى، إلى محاولة الطالبات التسلح في «مجالات التدريب، لأن المناهج خلت من التدريب والتعرف على ثقافة العمل، وهناك عدد من الخريجات واجهن مشكلة دخول سوق العمل والحصول على وظائف، واضطر عدد منهن للعمل التطوعي». فيما أكدت الخريجة هدى موسى، على «إدراج تخصصات جديدة، قد تُسهم في توظيف الخريجات، إلا أن هذا الأمر لا يعتبر مخرجا من البطالة، ولكنه أحد حلولها، فالتخصصات في الجامعة لا زالت أكثر مرونة من التخصصات الموجودة في الكليات، عدا الكليات الصحية التي قد تجد خريجاتها فرص عمل، على رغم الأوضاع المهنية الضعيفة التي تعمل فيها الملتحقات في القطاع الصحي، سواءً لناحية الرواتب أو المعاملة أو المميزات».