لا أذكر سوى اثنين فقط سعيا لهدم المقدسات الإسلامية، الأول أبرهة الأشرم الذي حاول هدم الكعبة فأهلكه الله، والثاني الشيخ الدكتور الداعية يوسف الأحمد الذي طالب بهدم الحرم فكرمته وزارة التربية والتعليم بالمشاركة بتأليف كتاب إسلامي وبذكر اسمه على المؤلف مثلما قالت الوزارة في بيانها «التبريري». قمة التناقض، وما دام هذا الزمن يتطلب من الإنسان أن يتطرف أو يخطئ ليحظى بالمكارم، إذاً دعوني أتطرف قليلاً: فأنا أرى أنه يجب هدم أي منزل لا يوجد فيه غرفة مستقلة لاستقبال النساء لأنه مدعاة للاختلاط، وبالتالي فهدمه أولى من أن يؤثم صاحبه، ويجب أن يطلق عليها «غرفة» وليس «مجلساً»، فهذا الأخير مذكر ويفتح باب الشبهات من خلوة المرأة بالمجلس وخلافه. كما لا بد أن يزود كل منزل ببوابة للنساء، ولا تسمى «مدخلاً» مثلما هو شائع، بل «بوابة» فقط لتدخل منها النساء براحة وطمأنينة، والحذر كل الحذر من أن يوسوس لها الشيطان فتدخل من «المدخل» الرئيس لأنه مذكر، ونحن نعلم إلى ماذا قد يؤدي ذلك. نأتي الآن إلى الأثاث، فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تجلس المرأة على «كرسي»، فهو مذكر، بل عليها أن تجلس على «مرتبة» على الأرض أو في أسوأ الأحوال «كنبة»، وهنا يجب الانتباه ألا تكون «الكنبة» صالحة للجنسين، فالغرب تعمد أن يرسل هذا النوع من الأثاث واغرق أسواقنا بها لتغريب المرأة ومنحها المزيد من الراحة والحرية، وكلنا نشاهد «الخبث الغربي» في الموديلات التي يصنعونها لأطقم الكنب، فهم يتعمدون «قاتلهم الله» أن يتوسعوا في حجم الكنبة لا ليزيد سعرها، بل لتجلس المرأة وكأنها مستلقية. ونحن نعلم خبثهم ونراقبهم، لذا نحذر منهم ومن نياتهم وصناعاتهم المغرضة التي تستهدف الشريعة من خلال استخدام المرأة وتوظيفها. هناك الآن أمر آخر جلل، فكيف لعاقل أن يسمح لأهله بالخروج إلى حديقة منزلهم ليلاً من دون حجاب أو خمار، لا سيما في منتصف الأشهر الهجرية، أفلا يدرك هذا المسلم أن «القمر» مذكر، أو تحسبون انه لا شعور له، ألم يأتكم ما قاله «جورج وسوف» المعروف بعلاقته المتينة معه، نظراً لكثرة سهراتهم سوياً، وهو ما دفعه للغناء له غير مرة. فهو يقول: حلف القمر يا قمر يا قمر يمين وقلى يا حلو ساعة ما شافك في الحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي يا روحي كملت أوصافك يا يا روحي. أفبعد ذلك هناك من يشك أن للقمر مشاعر وانه يتلصص على المسلمات؟! أفلا يدرك المسلم أن القمر هو من أوحى للغرب «الكافر» أن يقوموا بتصنيع الأقمار الاصطناعية التي تهدف للتجسس على الدول الإسلامية لمراقبة كيفية انتهاك حقوق المرأة. وان كان هناك من يشكك في هذا القول فلماذا لم يطلقوا عليها اسم نجوم أو أجرام أو كواكب اصطناعية بدلاً من القمر؟ لأن الفكرة مستمدة منه بكل بساطة، فاحذروا يا إخواني أثابكم الله من هذا «المتلصص» الذي يدعى بالقمر، وحافظوا على نساءئكم فهن أمانة في أعناقكم وستسألون عنها يوم الدين فالحذر الحذر. أخيراً نأتي للملابس، وهذه مجمع عليها، فيجب البعد عن «البنطلون» بالنسبة للمرأة، لا لأنه يظهر تفاصيل جسدها والعياذ بالله، بل لأنه مذكر، وهو أيضاً من صنيعة الغرب، ويقصدون به تشجيع الاختلاط بين كل ما هو مذكر ومؤنث، وبالمثل القميص، فيجب ارتداء «بلوزة» ويشترط ألا تكون «سترتش» (لأنها من وحي الشيطان) بل فضفاضة فهي استر والمهم فيها أنها مؤنثة. لذا أنصحكم دائما بالتفكير في ما ترتديه المرأة، فإذا كان مذكراً يجب البعد عنه تماماً، فالله خلقنا من ذكر وأنثى، فالذكر يتعامل في الحاجات المذكرة، والأنثى يجب أن تكون حاجاتها مؤنثة. والله اعلم. الآن بعد هذه الجمل من التطرف والانحراف و«الخذرفة» أعتقد انه لا يوجد عذر لوزارة التربية والتعليم، فهم من شجعني على التطرف الفكري على أمل أن أصبح احد المؤلفين لمناهجها. وأنا على ثقة انه سيتم دعمي من عدد لا بأس به من مجموعة الألفين معلم الذين تم تحويلهم إلى وظائف إدارية بعد اكتشاف غلوهم ومحاولة نشرهم للفكر المتشدد بين الطلاب. عموماً «لا يردكم إلا لسانكم تراي حاضر وعندي زود». [email protected]