حذر الداعية السعودي أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحميدي من تحول «الجهاد» إلى «الانتقام والقسوة وإحداث أكبر قدر من الرعب»، منبهاً إلى أن تمكن قوة الغضب والإعجاب بالرأي يحجبان الهدف الحقيقي من «الجهاد». وقال الحميدي في برنامج بثه التلفزيون السعودي أمس، إن «القوة الغضبية هي التي تتعلق بباب الجهاد، فلا يتقدم له في الغالب إلا من هم مجبولون أصلاً على الشجاعة وقوة القلب والنفس، لأن أهوالها عظيمة، لكن إذا لم تضبط بالحافظين لحدود الله فستصبح مثل القوة الشهوانية التي تدفع إلى تجاوز حرمات الله وحدوده». وأضاف أن «الجهاد شرع لتكون كلمة الله هي العليا، فإذا كان القائمون به تغلب عليهم القوة الغضبية وتجتمع معها القوة العقلية بالإعجاب في الرأي ليقود إلى القوة الغضبية، فسينغلق عليهم الهدف الحقيقي من الجهاد، وتتحول نوازعهم النفسية إلى الانتقام والقسوة وإحداث أكبر قدر ممكن من الرعب وإثبات الوجود، وبالتالي يحدثون أكبر قتل». الكارثة وأشار إلى أن «الكارثة العظيمة تقع على من أراد أن يحمّل جريمته النكراء باسم الشريعة، لأنه غلف جريمته باسم الإسلام ويدخل ضرراً عظيماً وكارثة وهو قتل شخص واحد، قياساً على من يركب سيارة ويفجرها في سوق أو في مجمع سكني، ومن خلالها يحصد أرواح خلائق لا ذنب لهم من المسلمين والمسالمين، وكم سيجني على اسم الإسلام واسم الجهاد من جناية فادحة وخطرة وعظيمة». ولفت إلى أنه «ربما يظن الظان أن هذا من أعظم النصرة لله، (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا)، أي حتى لو كنتم باسم سبيل الله وباسم الجهاد، تبينوا وانضبطوا بضوابط الشرع في مقاصدكم وأعمالكم». وشدد على أن «الجهاد ليس المقصود به قتال، وإنما هو اسم عام تدخل فيه فروع كثيرة، أولها وأساسها جهاد النفس في طاعة الله، ومجاهدة النفس عن الوقوع في معصية الله».