استكملت الاستعدادات لانعقاد الاجتماع الوزاري الثاني للمجلس الاستراتيجي السوري - التركي المقرر في مدينتي طرطوس واللاذقية الساحليتين غداً وبعد غد لمراجعة تنفيذ الاتفاقات الموقعة والتمهيد للقاء المجلس الاستراتيجي برئاسة رئيسي الوزراء السوري محمد ناجي عطري والتركي رجب طيب أردوغان في تركيا في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقال السفير التركي في دمشق عمر أونهون ل «الحياة» أمس إن الاجتماع الوزاري يتضمن اجتماعاً لرجال الأعمال بمشاركة 52 تركياً السبت بالتزامن مع انعقاد عشاء عمل لنحو عشرة وزراء من كل جانب برئاسة معاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. ويتضمن برنامج اليوم الثاني، لقاء ثنائياً بين توركماني وداود أوغلو ووزير الخارجية وليد المعلم، قبل حصول اجتماع موسع لجميع المشاركين ينتهي بمؤتمر صحافي. وأُعلن عن تأسيس المجلس الاستراتيجي خلال زيارة الرئيس بشار الأسد لإسطنبول منتصف أيلول (سبتمبر) العام الماضي. وأوضح أونهون أن هدف الاجتماع الوزاري المقبل «مراجعة مدى تنفيذ الاتفاقات» التي جرى توقيعها في الاجتماع رفيع المستوى الأول في دمشق نهاية العام الماضي، ويبلغ عددها 51 اتفاقاً وتقويم مدى التطبيق، إضافة الى الإعداد للاجتماع برئاسة رئيسي الوزراء الذي سيشهد توقيع اتفاقات وتمديد العمل باتفاقات أخرى. وجرت أخيراً سلسلة من اللقاءات التمهيدية، كانت بينها زيارة توركماني لأنقرة الأسبوع الماضي، إضافة الى محادثات وزير المال التركي محمد شمشيك في دمشق قبل أسابيع لتسهيل تدفق الاستثمارات والمنتجات بين البلدين وتسهيل عمل المستثمرين ورجال الأعمال وإحداث مصرف مشترك وتفعيل دور مجلس رجال الأعمال. كما بحث مع زير المال السوري محمد الحسين الاستعداد لتوسيع التعاون في مجال الجمارك والمراكز الحدودية. وأكد عطري خلال لقائه الوزراء المعنيين قبل يومين «الاهتمام بمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين وزارات البلدين ومتابعة تصديق الاتفاقات الموقعة ومعالجة أي عوائق أو صعوبات تعترض آليات التعاون في المجالات والقطاعات المختلفة». وكشف اونهون أمس أن قيمة التبادل بين البلدين تجاوزت بليوني دولار العام الماضي، وأن الأشهر السبعة من العام الحالي شهدت تصدير تركيا الى سورية ما قيمته 734 مليون دولار في مقابل 995 مليوناً قيمة الصادرات السورية، وذلك بفضل اتفاق التجارة الحرة بين البلدين. وارتفع عدد الأتراك الذي زاروا سورية في الأشهر الثمانية الأولى من 411 ألفاً العام الماضي الى أكثر من مليون العام الحالي، في مقابل ارتفاع عدد الأتراك من 270 ألفاً الى 560 ألفاً في الفترة نفسها. وكان المعلم وداود أوغلو عقدا مع نظيريهما اللبناني علي الشامي والأردني ناصر جودة لقاء رباعياً في نيويورك تضمن الاتفاق على سلسلة من الخطوات ل «تعزيز الشراكة الاستراتيجية» بين الدول الأربع، بينها عقد لقاءات وزارية اختصاصية، وصولاً الى «لقاء رفيع المستوى» بين هذه الدول في تركيا بداية العام المقبل. وتتضمن الخطوات «العمل لإنشاء أرضية صلبة لتعزيز الحوار السياسي وزيادة التبادلات التجارية والثقافية وحرية انتقال الأفراد، والتمسك بالرؤية المشتركة التي تم تضمينها في البيان الصادر عن الاجتماع الرباعي الذي عقد في إسطنبول في حزيران (يونيو) الماضي ودعا إلى تعزيز التعاون الرباعي ضمن إطار مؤسساتي متعدد الأطراف وتعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين دولهم من خلال إنشاء مجلس تعاون رباعي رفيع المستوى». وأعرب البيان الصادر عن الاجتماع عن تأكيد الوزراء أن «هذه الآلية للتعاون الإقليمي ستكون مفتوحة أمام الدول الشقيقة والصديقة التي يمكنها الانضمام إليها كطرف كامل العضوية أو كمشارك في المشاريع القطاعية». ونوه بالخطوات التي قطعتها تركيا ولبنان باتجاه التوصل الى اتفاقية تجارة حرة بينهما، مع الإشارة الى اجتماع وزراء الاقتصاد الرباعي الذي عقد في إسطنبول نهاية حزيران الماضي والذي «تمخض عنه الإعلان عن إنشاء مجلس رابطة التجارة والاقتصاد لدول الجوار».