تستعد مالابو للقمة العربية - الأفريقية وتتطلع لإبهار ضيوفها بخليط من الحداثة والأفرقة. من الطرق الحديثة وما وضعته الطبيعة في شبه الجزيرة من تضاريس تكسوها الخضرة. صنع النفط معجزة في هذا البلد الصغير الذي لا يتجاوز سكانه المليون نسمة، وتحرس الأمطار الاستوائية الليل لتعطي نهاراً صافياً ممزوجاً بالرطوبة العالية إلى حد ما. ويبدو توقيت القمة أنه الأفضل مناخياً لوفود 66 دولة أفريقية وعربية، وكما قال المنظمون هنا، فإن 60 قصراً أعدت لإقامة القادة ورؤساء الوفود على المحيط الأطلسي. وتزين الأعلام وصور القادة الطرقات، خصوصاً الطريق السريع بين المطار الحالي ومقر القمة، وحتى المطار الجديد، حيث القاعة الصينية التي شيدتها الصين ويجتمع فيها كبار المسؤولين ووزراء الخارجية، والقاعة التركية التي شيدتها تركيا وتشهد اجتماعات القمة. الناس في مالابو سعداء بالقمة والطلبة من المدارس العليا والجامعات من متطوعين، يقدمون خدمات الاستقبال من المطار حتى القاعات مرتدين ملابس من أقمشة خاصة طبع عليها شعار الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. غينيا الاستوائية التي نظمت العام 2012 بطولة كأس الأمم الأفريقية بالاشتراك مع دولة الغابون، أنجزت في مراكش قبل أيام اتفاقاً تاريخياً مع الغابون لحل النزاع الحدودي بين البلدين وقعه كل من رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، ورئيس الغابون علي بونغو أونديمبا، والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون، وينص على إحالة النزاع الحدودي القائم بين البلدين على محكمة العدل الدولية. وتتنازع غينيا الاستوائية والغابون سيادة جزيرة مبانيي، وهي جزيرة صغيرة مساحتها 20 هكتاراً على حدودهما المائية. وعلى رغم الأجواء الإيجابية إلا أن اجتماعات المنتدى الاقتصادي الجمعة شهدت عتاباً حاراً بين مسؤولين ورجال أعمال أفارقة ورجال أعمال عرب، لأن العرب نأوا بأنفسهم وذهبوا باستثماراتهم بعيداً من أفريقيا، ما فتح الباب أمام إسرائيل لدخول القارة باستثمارات ضخمة تتجاوز البليوني دولار وخبراء، ناهيك عن دول أخرى. ويعقد وزراء الخارجية العرب والأفارقة اجتماعاً غداً لإعداد القمة المقررة الأربعاء. وكان كبار المسؤولين من الجانبين اجتمعوا أمس وناقشوا التقرير المرحلي عن تنفيذ مبادرات أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح حول الاستثمار والتنمية التي تم الإعلان عنها خلال القمة الثالثة في الكويت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013. كما جرى البحث في التقرير المالي والإداري، وتوصيات المنتدى الاقتصادي الأفريقي العربي. وتناول المجتمعون في مشاريع الوثائق الختامية للقمة مشروع إعلان مالابو ومشروع إعلان حول فلسطين ومشروع خطة عمل التعاون الأفريقي العربي للفترة من 2017 إلى 2019، ومشاريع قرارات القمة الأفريقية العربية الرابعة ومشروع جدول أعمال مجلس الوزراء المشترك، والاتفاق المنتظر تمريره لعقد القمة كل خمس سنوات بدلاً من ثلاث، والعاصمة العربية التي ستستضيف القمة المقبلة، والمنتظر أن تكون الرياض.