تُشاع فرضيات، قد تبدو خيالية ،حول احتمال ألّا ينتقل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من مقر إقامته في برج مانهاتن إلى البيت الأبيض في واشنطن، ويعود ذلك إلى ملازمته البرج منذ انتخابه تحت حراسة أمنية مشدّدة وصلت إلى حدّ غلق بعض الشوارع المحيطة به موقتاً. لكن مسؤولين في المدينة قالوا أمس (الجمعة) أن الشوارع المحيطة ب«ترامب تاور» وهي ناطحة سحاب مؤلفة من 58 طابقاً، لن تُغلق وإن ما حدث هو ردّ فعل على الاحتجاجات الشعبية على فوزه. وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو إن المدينة «تهدف إلى توفير إجراءات أمن ملائمة حول ناطحة السحاب، في الوقت الذي تسمح فيه للناس بالتحرك بأمان عبر المنطقة» ومع ذلك حض الناس على «تجنب المنطقة إذا أمكن». لكنه لم يُخف امتعاضه من الحراسة «المبالغ فيها» حتى طرح سؤالا «هل يمكن أن يبقى ترامب في برجه وألا ينتقل إلى واشنطن؟ لم يسبق لنا ان شهدنا حالاً مماثلة في نيويورك»، فالحراسة أضخم من تلك التي تتخذ سنوياً خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقضى ترامب معظم وقته منذ انتخابه في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) في البرج الذي يعد مقراً لامبراطورية أعماله منذ سنوات، وأدت إجراءات الأمن المشددة حوله إلى إزدحام مروري خانق كبير في وسط مانهاتن، ما أصاب راكبي السيارات والمتسوقين والسكان والعاملين في المنطقة بإحباط، خصوصاً أن المبنى يقع في قلب أحد أكثر شوارع نيويورك ازدحاما لمبيعات التجزئة، تحديدا في الجادة الخامسة التي لا تبعد كثيرا عن منتزه «سنترال بارك». وبحسب دي بلازيو فان سلطات المدينة تتوقع ان يبقى ترامب في مانهاتن خلال «الايام ال65 المتبقية» على تسلمه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) في واشنطن. ولكن ماذا بعد حفل التنصيب؟ سؤال رفض «التكهن» في شأنه دي بلازيو الذي التقى ترامب مطولا الاربعاء الماضي. وقال: «اعتقد انه يتعين على الرئيس اولا ان يتسلم مهماته وان يجرب البيت الابيض قبل اتخاذ القرار المناسب له ولاسرته (...) عندما سيتولى مهماته الرئاسية سيكون مضطرا إلى أن يكون موجوداً بشكل شبه دائم في واشنطن، وان يدير اوضاعا لا يمكن ان تدار الا من البيت الابيض، ولكن لا يجوز اصدار حكم مسبق». وبمعزل عن القرار الذي سيتخذه ترامب فان دي بلازيو لم يخف عزمه على مطالبة الحكومة الفيديرالية بأن تدفع لشرطة المدينة كلفة الاجراءات الامنية الاضافية التي تتكبدها من جراء اقامة الرئيس المنتخب فيها. واضافة الى تكاليف عناصر قوات الشرطة ووحدات مكافحة الارهاب المنتشرين على مدار الساعة حول برج ترامب، اثار دي بلازيو ايضا مسألة الارباح الفائتة التي تتكبدها المتاجر المجاورة لمقر اقامة ترامب من جراء زحمة السير والتظاهرات التي تنظم بصورة متكررة امام ناطحة السحاب حيث يقيم.