تعد مكتبة المسجد النبوي في المدينةالمنورة، التي يرتادها أكثر من 500 ألف زائر سنوياً، صرحاً للعلم والمعرفة، يقصدها طلبة العلم وزوار المسجد على اختلاف أعمارهم وثقافتهم، بهدف القراءة والبحث والاطلاع، إذ تضم أكثر من 160 ألف كتاب، و600 مصحف مخطوط ومطبوع نادر. وأوضح مدير مكتبة المسجد النبوي بدر العوفي، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن «المكتبة، وهي إحدى الإدارات التابعة لوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في المدينةالمنورة، تكونت من خلال حصيلة كبيرة أوقفها الملوك والحكام والعلماء الأثرياء في مراحل تاريخية مختلفة». وأضاف أن «المكتبة أنشئت في العام 1352ه باقتراح من مدير الأوقاف في المدينةالمنورة آنذاك عبيد مدني مقدم إلى الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله، وكان المدير الأول لها أحمد الخياري، بينما كان موقعها الأول في الطابق العلوي من باب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في الناحية الشمالية الغربية من التوسعة السعودية الأولى». وتابع العوفي أنه «عندما كثرت الكتب وتعددت القاعات، خصصت رئاسة المسجد النبوي موقعاً لها في السطح الغربي الشمالي من التوسعة السعودية الثانية، وفي العام 1428ه نقلت جميع الكتب والقاعات إلى موقعها الحالي، الذي يقع يسار الخارج من باب العقيق - باب رقم 11». وقال إن «المكتبة تتسع لأكثر من 300 زائر في الساعة، وتضم عدداً من الأقسام، منها قسم قاعة المطالعة (رجال)، التي تفتح أبوابها لمدة 14 ساعة يومياً طوال أيام العام»، مشيراً إلى أنها «تحوي أكثر من 160 ألف كتاب، و466 رفاً لحفظ الكتب، ويعمل بها 38 موظفاً سعودياً». ولفت إلى أن «قسم اللغات غير العربية يحوي كتباً ب 21 لغة، منها: الأوردية، والإنكليزية، والفرنسية، والتركية، والفارسية، والألمانية». وزاد أنها «تضم أيضاً مصاحف وكتباً بلغة برايل لذوي الاحتياجات الخاصة». وقال العوفي إن «المكتبة تضم أيضاً قسم المجموعات الخاصة، الذي يشتمل على مجموعتين رئيستين هما (المخطوطات - الكتب النادرة)، واللتان تعدان من أثمن المجموعات والحجر الأساس في تكوين المكتبة». وبيّن أن القسم يضم أكثر من 400 مصحف مخطوط، تعتبر من أنفس المصاحف المخطوطة، وأكثر من 200 مصحف نادر مطبوع، وأكثر من 1000 مجلد من المخطوطات الأصلية المفردة، إضافة إلى 250 مجلداً من المخطوطات الأصلية المجاميع، وأكثر من 1400 عنوان ورسالة، لافتاً إلى أن عدد المخطوطات المصورة المفردة يبلغ 1700 مجلد، بينما يبلغ عدد المخطوطات المصورة المجاميع 430 مجلداً، فيما يبلغ عدد المخطوطات الرقمية الواردة من طريق التبادل والإهداء أكثر من 60 ألف عنوان، كما يضم القسم 4 آلاف مجلد من الكتب النادرة (الطبعات الحجرية وغير الحجرية). وعن قسم الخدمات الفنية، أشار مدير مكتبة المسجد النبوي إلى أن القسم يغذي بقية أقسام المكتبة من خلال توريد الكتب إلى الحاسب الآلي، إضافة إلى وحدة التجليد وصيانة التمزق، ووحدة الترميم، التي ترمم الصفحات الممزقة والمخطوطات المهترئة، في حين تقوم وحدة الأرشفة الإلكترونية بإدخال الكتب الجديدة في الحاسب الآلي وتحويلها إلى صيغة «بي دي إف» (PDF)، إضافة إلى قسم المكتبة الصوتية. وكشف العوفي أن المكتبة تستقي من وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي أكثر من 10 آلاف كتاب سنوياً من خلال المشاركة والشراء من معارض الكتب الدولية.