أكد نواب من الحكومة والمعارضة امس، أن اللقاء المفاجئ الذي جمع الاثنين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بزعيم المعارضة كمال كيليشدار أوغلو، كان بنّاءً ومهماً جداً، مشيرين الى أن الزعيمين ركزا على توحيد الجهود من أجل صوغ دستور جديد للبلاد. ويأتي اللقاء بمثابة اعتراف الطرفين بأهمية العمل معاً وتغيير سياساتهما من أجل تحقيق التوافق، انسجاماً مع نتائج الاستفتاء التي أكدت عجز «حزب العدالة والتنمية» الحاكم عن الانفراد بصوغ دستور جديد، وسط معارضة 42 في المئة من الشعب لا تثق بحكومته. كما يرغب كيليشدار أوغلو في تغيير الصورة النمطية عن «حزب الشعب الجمهوري» الذي يتزعمه، والذي اعتاد خلال حقبة رئيسه السابق دنيز بايكال رفض كلّ أشكال الحوار مع الحكومة. ويسعى كيليشدار أوغلو الى رسم سياسة المعارضة البناءة والإيجابية، لكسب مزيد من الأصوات. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «صباح» المقربة من الحكومة تفاصيل عن لقاء وزير الداخلية بشير أتالاي مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني السبت الماضي، مشيرة الى أن الأخير اقترح «خريطة طريق» لتركيا من أجل نزع سلاح «حزب العمال الكردستاني»، من أهم نقاطها وقف إطلاق نار من الجانبين لفترة مفتوحة. لكن الصحيفة لم تورد ردّ الحكومة على هذا الاقتراح، بينما أكد جميل شيشيك نائب رئيس الوزراء التركي أن الحكومة ستطلب من البرلمان الشهر المقبل تمديد الإذن لها بالعمل العسكري خارج الحدود في شمال العراق، تحسباً لأي ظرف، على رغم الجهود الديبلوماسية الجارية. تزامن ذلك مع تأكيد السياسية الكردية ايسال توغلك بعد لقائها زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله اوجلان في سجنه، أن الأخير يسعى الى تمديد وقف إطلاق النار الذي اعلنه الحزب في شكل أحادي، وإيجاد تسوية نهائية للقضية الكردية.