اتفق وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون، خلال لقائهما في نيويورك أول من أمس، على «استمرار الحوار البناء لإزالة العقبات التي تحول دون تطبيع العلاقات» بين دمشقوواشنطن. وأشار المعلم الى ان دمشق تنتظر «افعالاً لا اقوالاً» من اسرائيل تؤكد رغبتها في «صنع السلام». وقال المعلم في خطاب القاه امس باسم سورية في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ان «الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة»، لافتاً الى ان استعداد دمشق لاستئناف مفاوضات السلام «من حيث توقفت عبر الوسيط التركي (في نهاية 2008 بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة)، ذلك في حال وجدت في إسرائيل شريكاً ملتزماً بمرجعيات صنع السلام ولديه الإرادة السياسية لتحقيقه». وكان المعلم عقد في نيويورك اول لقاء رسمي مع كلينتون. وأفادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) في دمشق ان الجانبين بحثا في «العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها وسبل تطويرها لما فيه مصلحة البلدين والامن والاستقرار في المنطقة، واتفق الجانبان على ضرورة استمرار الحوار البناء بينهما لإزالة العقبات التي تحول دون تطبيع العلاقات الثنائية». وتناولت المحادثات عملية السلام في الشرق الأوسط، و «جدد الجانب الأميركي التزام الرئيس باراك أوباما بالعمل من أجل تحقيق السلام على جميع مسارات العملية السلمية». وأفادت «سانا» ان الجانبين «استعرضا العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، حيث أكد المعلم أن سورية تنتظر أن تلمس أفعالاً لا أقوالاً من جانب إسرائيل تؤكد فيها إرادتها في صنع السلام». وكان الرئيس بشار الاسد اكد خلال لقائه المبعوث الاميركي لعملية السلام السناتور جورج ميتشل في دمشق منتصف الشهر الجاري «تمسك سورية بخيار السلام كونه السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط»، مشدداً على أن «السلام لا يمكن أن يكون راسخاً ودائماً ما لم يكن عادلاً يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها على أساس قرارات الشرعية الدولية». كما اعتبر الاسد ان «استئناف مفاوضات السلام يتطلب وضع أسس واضحة وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه» وان «ما تطالب به سورية من أجل تحقيق السلام ليس تنازلات تقدمها إسرائيل بل أرض مغتصبة يجب أن تعود بالكامل لأصحابها الشرعيين». وأضافت «سانا» ان المعلم وكلينتون أكدا «حرصهما على رؤية لبنان آمناً مستقراً ومتمتعاً بعلاقات متميزة مع سورية». وأضافت ان الوزيرين بحثا أيضاً الوضع في العراق. وأشارت الوكالة السورية الى ان الطرفين «أكدا الحرص المشترك على الأمن والاستقرار فيه وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كما أكدا الحرص على وحدة العراق وعروبته واستقلاله وسيادته بعيداً من التدخلات الخارجية وأن تكون للعراق علاقات طيبة مع جميع جيرانه». وعلم ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد توجه امس الى واشنطن في زيارة تستمر يومين، يتوقع ان يلتقي خلالها نائب وزير الخارجية الاميركي جيمس ستنبرغ ومسؤول الشرق الاوسط جيفري فيلتمان ومسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو. الى ذلك، قال المعلم انه «في إسرائيل، يتحدثون عن السلام، ويقومون في الوقت نفسه بقرع طبول الحرب وبابتلاع الأرض من طريق الاستيطان. يقولون إنهم يفاوضون حالياً من أجل السلام، وعلى أساس حل الدولتين، في وقت أوشكت مشاريعهم الاستيطانية أن تجعل من حل الدولتين مجرد كلام يقال، ولا مكان له على الأرض»، لافتاً الى ان تحقيق «السلام يكون بصدق إرادة صنعه على محك الموقف العملي. أما المناورات السياسية التفاوضية تحت مظلة الحديث عن الرغبة في السلام، فإنها تزيد الأوضاع تعقيداً وتوتراً ويمكن أن تدفعها نحو التفجر». ونقلت «سانا» عن المعلم تأكيده ان سورية تريد تحقيق «السلام العادل والشامل على أساس تنفيذ القرارين 242 و 338 ومبادرة السلام العربية. موقفنا معروف ومعلن منذ سنوات عدّة. نحن نملك إرادة صنع السلام، ونملك قرارنا، ومن منطلق ثابت لا يتغير، وهو أنّ الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة، وإقرار استعادته كاملاً هو الأساس الذي تنبني عليه الترتيبات التي يتطلبها صنع السلام». وزاد ان بلاده «مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام من حيث توقفت عبر الوسيط التركي، ذلك في حال وجدت في إسرائيل شريكاً ملتزماً بمرجعيات صنع السلام ولديه الإرادة السياسية لتحقيقه». ولفت المعلم الى ان «استعادة سيادة العراق واستقلاله التأمين والحفاظ على هويته العربية الإسلامية وعلى وحدته أرضاً وشعباً، تشكل الأولوية المطلقة في منظورنا للمستقبل المنشود للعراق. ولا شكّ بأنّ الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية الذي يقوم عليه البنيان العراقي الآمن والقوي والمزدهر». وزاد: «دعونا وما زلنا ندعو إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية من العراق. ونجد فيما تمّ حتى الآن من انسحاب للقوات الأميركية خطوة إيجابية في الطريق لإمساك العراق بزمام أموره وتحقيق سيادته التامة على أرضه. نتطلع إلى أن يمتلك العراق الشقيق القدرة العسكرية والأمنية القوية الضامنة لأمنه الداخلي ولمنعته كدولة سيدة مستقلة».