تُعتبر الولادة المبكرة المسبب الرئيس الثاني لوفاة الأطفال حديثي الولادة في العالم، إذ تسبّب مشكلات صحية خطرة تتمثل في صعوبة التنفس والإعاقات الذهنية والإصابة بالشلل الدماغي. وذكر موقع المنظمة الوطنية الأسترالية للخدج، التي تهدف إلى توعية الآباء بأخطار الولادة المبكرة وفقدان الأطفال حديثي الولادة، أن معدلات الولادة المبكرة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الوقت الحالي. ولفتت المنظمة إلى أن 15 مليون طفل حول العالم يولدون في وقت مبكر، ومليون منهم لا يملكون فرصاً للبقاء على قيد الحياة ويموتون. وطبقاً للتعريف الطبي، فإن الولادة المبكرة هي إنجاب الطفل قبل إتمام الأسبوع ال37 من الحمل، إذ يولد معظم الأطفال الخدّج بعد الأسبوع ال32 من الحمل (أي الشهر الثامن) ويتمتعون بفرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة والنمو في شكل صحي. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الاطفال الذين ولدوا مبكراً أكثر عرضة من غيرهم لمواجهة مشكلات في السمع والبصر وصعوبة في التعلم، كما أن الولادة المبكرة هي المسبب الرئيس لوفاة الأطفال دون سن الخامسة. وأوضحت المنظمة أن التفاوت في معدلات البقاء على قيد الحياة كبيرة. ففي البيئات المنخفضة الدخل، يموت نصف المواليد الذين يولدون خلال أو قبل ال32 أسبوعاً من الحمل، نتيجة لغياب الرعاية مثل الدفء، ودعم الرضاعة الطبيعية، والرعاية الأساسية لمكافحة العدوى، والمشكلات التنفسية. أما في البلدان المرتفعة الدخل، فيبقى جميع هؤلاء المواليد تقريباً على قيد الحياة. وتشير التقارير إلى أن 60 في المئة من حالات الولادة المبكرة تكون في دول أفريقيا وجنوب آسيا، وتشهد الهند أكبر عدد من حالات الولادة المبكرة، تليها الصين ونيجيريا. وتحدث الولادة المبكرة لأسباب مختلفة، ومعظمها يحدث تلقائياً، لكن بعض الحالات ينتج من تحريض المخاض أو الولادة القيصرية سواء لأسباب طبية أو غير طبية. ومن الأسباب الشائعة للولادة المبكرة، الحمل المتعدد، حالات العدوى، الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم. وفي كثير من الأحيان، لا يمكن تحديد السبب لأن أسباباً وراثية قد تسبب ذلك. ويمكن إنقاذ أكثر من ثلاثة أرباع المواليد من طريق تقديم خدمات الرعاية الأساسية لجميع الأمهات والرضع أثناء الولادة وما بعدها. ومن هذه الطرق، حقن الأم بالستيرويد قبل الولادة (للنساء الحوامل المعرضات لأخطار المخاض قبل الأوان لتعزيز رئة الوليد)، ورعاية الأم لوليدها على طريقة «الكنغر» (تحمل الأم طفلها بحيث يلامس جلده جلدها وترضعه رضاعة طبيعية على فترات متقاربة)، والمضادات الحيوية لعلاج حالات العدوى التي يصاب بها الوليد. ولتقليل معدل الولادات المبكرة، يجب تقديم خدمات الرعاية المحسنة قبل الحمل وأثناءه، وفي الفترات التي تفصل بين كل حمل وآخر، وقد تساعد وسائل منع الحمل أيضاً في ذلك.