لندن - أ ف ب - بعد سبعين عاماً على القصف الجوي النازي المعروف باسم «بليتز» أطلقت صفارات الإنذار من جديد ودوّت أصوات القذائف في محطة «ألدويتش» لمترو الأنفاق في لندن، التي أعيد فتحها استثنائياً أمام سلسلة من الزيارات التاريخية. فعلى مدى ثلاثة أيام تمكن سكان لندن من اختبار الذعر والقلق اللذين عاشهما أجدادهم، ولجأوا بأعداد كبيرة إلى المحطات الداخلية لمترو الأنفاق بهدف الاحتماء من وابل قذائف عملية «بليتز» التي شنها النازيون على بريطانيا. 160 درجة تفصل بين الشارع وأرض المحطة التي كان يلجأ اليها الناس المذعورون ويفترشونها. وكان بعضهم ينام بين السكك الحديد، كما تنقل صور التقطت في تلك المرحلة التي امتدت من أيلول (سبتمبر) 1940 إلى أيار (مايو) 1941. وبلهجة أهل شرق لندن، تخبر إحدى الممثلات التي تعيد إحياء أجواء تلك الحقبة أمام الزائرين «كنت هنا مع بيتي عندما شعرت بخصلة شعر على خدها. حاولت إبعادها، لكن تلك لم تكن خصلة شعر بل فأر يتمشى على وجهها». عندما بدأت الهجمات النازية على لندن في 7 أيلول (سبتمبر) 1940، هرع آلاف من اللندنيين بشكل عفوي للاحتماء في مترو الأنفاق. وبعد شهر من الغارات الجوية المدمرة، سمحت حكومة ونستون تشرتشل باستخدام محطات الأنفاق رسمياً كملجأ من القصف الجوي. فراح نحو 100 ألف لندني يقضون لياليهم هناك في ظل ظروف رديئة. ويستعيد أحد الناجين من عملية «بليتز» في تسجيل يبث للزائرين «كنت في الثامنة من عمري وكنت أكره النزول إلى مترو الأنفاق ليلياً. كنت أشعر بالبرد وهي كانت قذرة وكنت أصاب بالذعر». ومحطة «ألدويتش» الواقعة في منطقة «ستراند» للمكاتب والمسارح في جنوبلندن، شهدت وضعاً استثنائياً خلال الحرب. ولأنها لم تكن «مقصودة» كسواها، استخدمت لحماية كنوز متحفي «بريتيش ميوزيم» و«فيتوريا أند ألبرت ميوزيم»... فكان اللاجئون اليها يرقدون إلى جانب افريز البارثنون. وإذا كان مترو الأنفاق قد أنقذ أرواحاً كثيرة، إلا أنه لم يسلم من القصف. فقضى 200 شخص بين أيلول (سبتمر) 1940 وأيار (مايو) 1941 عندما استهدفت المحطات مباشرة، وقتل 181 موظفاً في مصلحة النقل خلال تأديتهم خدمتهم. وزيارة محطة «ألدويتش» التي امتدت على أيام ثلاثة وانتهت أول من أمس، استدعت اللجوء إلى ممثلين ارتدوا أزياء تعود إلى تلك الحقبة، إضافة إلى شهادات مسجلة على وقع أصوات صفارات الإنذار ودوي القذائف. وكان العمل توقف في هذه المحطة في العام 1994.