رأى مراقبون جزائريون أن قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الاستجابة لدعوة ملك المغرب محمد السادس إلى مشاركة الجزائر في قمة المناخ، «مؤشر إيجابي». وكان بوتفليقة أرسل لتمثيله كلاً من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (الرجل الثاني في الدولة دستورياً) مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة. ووصل بن صالح ولعمامرة مساء أول من أمس إلى مراكش، حيث كان في استقبالهما الوزير المغربي المنتدب المكلف بالشؤون الخارجية، ناصر بوريتة. واعتبر مراقبون إن تعيين الرجل الثاني في الدولة على رأس الوفد الجزائري إلى قمة مراكش واحداً من مؤشرات انفراج العلاقات بين البلدين، ظهرت تباعاً في الفترة الماضية، بعد جمود دام سنوات، بعد أن وصلت الأمور في كثير من الأحيان إلى التوتر والهجمات الإعلامية المتبادلة. وعلقت الصحافة الجزائرية أنه ليس من المعتاد حضور مسؤولين جزائريين كبار إلى المغرب من أجل مؤتمر يُعقد فيه، وأن إيفاد المسؤولَين المذكورَين لا يرتبط فقط بأهمية قمة المناخ في مراكش، والتي تُعقد تحت مظلة الأممالمتحدة، بل إن الجزائر تريد التأكيد مجدداً على استعدادها لحل النقط الخلافية بين البلدين. وأصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً جاء فيه أنه «استجابةً للدعوة التي تلقاها من العاهل المغربي عيّن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لتمثيله في الاجتماع الرفيع المستوى الذي سيُعقد يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 على هامش مؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية كوب 22 في مراكش». وشكل تصريح رئيس الحكومة الجزائري عبد المالك سلال الأخير منعطفاً في العلاقات الجزائرية - المغربية، حين قال إن «المغرب بلد جار وشقيق، بيننا نقاط خلاف عالقة تتباين في شأنها وجهات النظر، حيث تفضل الجزائر مقاربة شاملة تُطرح فيها القضايا في حوار مباشر، خصوصاً أن الأمر يتعلق بمواضيع محددة يبقى استعداد بلادنا كاملاً لتسويتها بطريقة جدية وسلمية، كي يتمكن البلدان من التفرغ إلى المهمة الأسمى ألا وهي بناء اتحاد المغرب العربي كما تتطلع إليه شعوبنا». وأغلقت الجزائر في العام 1994، حدودها البرية مع المغرب، التي حمّلت جهات جزائرية مسؤولية هجمات مسلحة استهدفت سياحاً إسبانيين في مدينة مراكش، وفرض تأشيرة دخول مسبقة على المواطنين الجزائريين. واعتمدت الجزائر سفيراً مغربياً جديداً لديها، حيث استقبل وزير الخارجية لعمامرة، السفير لحسن عبد الخالق الذي سلمه نسخاً من أوراق اعتماده بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة للمغرب لدى الجزائر. وتسلم السفير المغربي السابق بالأردن والصحافي السابق في جريدة العلم، مهماته في الجزائر يوم 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد نحو 7 أشهر على تعيينه.